هل يمتلك العرب بديلاً لقلقهم من سوريا ؟
فاتح عبدالسلام
جميع مخاوف الدول العربية من قيام النظام السياسي الجديد في سوريا ستختفي بلمح البصر عند اعلان الولايات المتحدة ومعها دول كبرى الاعتراف بحكام دمشق الجدد. والسبب في ذلك انّ عجلة الدولاب الدولي العملاق ستمضي قدما في النظر لأساسيات لا تعني بعض العرب، وأهمها كسر المحور الإيراني وإخراج اهم البلدان العربية منه، وهذا مرتبط بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لذلك سمعنا جملة ”ضرب المشروع الإيراني في سوريا والمنطقة” تتردد أكثر من مرة على لسان قائد الإدارة السياسية احمد الشرع.
لكن دولا عربية تستطيع الان في اتصالاتها الامريكية والأوربية أن تثير المخاوف ازاء القادمين الى سوريا، ولكن الى أي مدى سيكون ذلك مؤثراً ومقنعاً وحاسماً في تغيير حقائق الأرض؟ ليس من السهل التكهن بقوة هذا التأثير.
إذ هناك المجس، أو ربّما الضامن التركي الذي ستعوّل عليه واشنطن والعواصم الغربية في متابعة الشأن الخاص بالحكم الجديد في سوريا، ولعل الرئيس ترامب أعلن ذلك صراحة قبل يومين بقوله» حليفتنا تركيا بيدها مفتاح الوضع في سوريا».
هل يوجد لدى العرب بديل عن المخاوف والقلق من سيطرة تنظيمات ذات مسحة إسلامية على الحكم في سوريا أو غيرها؟ لا يبدو انّ هناك بديلا لديهم، بالرغم من انّ فتح مجال الحريات السياسية العامة وتوسيع دائرة المشاركة في الحكم وحلقات إدارة الدول، عوامل صالحة لكي تطفئ المخاوف وتنزع فتيل القلق، الى جانب إصلاحات دستورية ومعيشية وخدمية أيضاً.
ربَّ سؤال يفرض نفسه هو: أليس من الأفضل التقرب للتعامل مع الحكم الجديد في سوريا وإقامة تفاهمات وجسور تطمين، بدل المراوحة في مربعات التشكيك والتردد والطعن والخوف الذي لا طائل منه مع نبش صفحات الماضي؟
مجال المخاوف العربية بات في الوراء ،متخلفاً عن “مراحل” الحركة السريعة لتطور الاحداث، فالهيئة التي قادت في «المرحلة الأولى» العملية العسكرية وتحاول تصريف الأمور الحكومية ، انتقلت بحكم الاندفاع السوري الشعبي الهائل المرحب بالتغيير الى «مرحلة ثانية» داخلية لا يمكن النكوص عنها او ارجاع عقرب الساعة لأجل مخاوف لدى أجهزة دول عربية، بل انّ هناك «مرحلة ثالثة» شاخصة للتحقق وهي القناعة الإيجابية لدى الغرب إزاء طبيعة التغيير في سوريا، برغم بعض العناوين ذات الرنين المقلق، بحسب تصنيفاتهم.
حسابات “الحقل” عند الغرب تختلف هذه المرة عن حسابات “البيدر” عند بعض العرب، وتلك إشكالية على العرب حلها.