الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قناديل‭ ‬الطفولة.. صمتُ‭ ‬محطاتِ‭ ‬خريف‭ ‬العمر

بواسطة azzaman

قناديل‭ ‬الطفولة.. صمتُ‭ ‬محطاتِ‭ ‬خريف‭ ‬العمر

بدل رفو

 

كلما‭ ‬سَحقتَ‭ ‬انكسارات‭ ‬وهزائم‭ ..‬

سافرت‭ ‬صوب‭ ‬أبعد‭ ‬العوالم‭..‬

أطفأت‭ ‬حرائق‭ ‬شوقك‭ ‬للطفولة‭ ‬

للوطن‭ ‬الأم‭ ‬،

وأنت‭ ‬جبتَ‭ ‬الدنيا‭ ..‬

سكبتَ‭ ‬فيه‭ ‬ثقافات‭ ‬الشعوب‭ ‬

وكسرت‭ ‬أضلاع‭ ‬الحنين‭  ‬

كي‭ ‬لا‭ ‬تسافر‭ ‬للبدايات،

وقتها‭ ..‬

ستتدحرج‭ ‬الطفولة‭ ‬وأزقة‭ ‬مدينتك‭ ‬

في‭ ‬عينيك‭ ‬ومخيلتك‭.. ‬

تتنفسها‭ ‬عمراً‭..‬

رحلات‭ ‬في‭ ‬دمك‭.. ‬

موانئاً‭ ‬للغاتك‭ ‬،

لتغدو‭ ‬الطفولة‭ ‬مرآةً‭ ‬وسوراً‭ ‬تقيكَ‭ ‬

من‭ ‬سيل‭ ‬كتبةِ‭ ‬التقارير‭ ‬،

كي‭ ‬لا‭ ‬تختمر‭ ‬خطواتك‭ ‬

لظلالٍ‭ ‬عطشانةٍ‭ ‬للحرية،‭ ‬

ويتعمد‭ ‬الحزن‭ ‬بالعبودية،

‭ ‬وألا‭ ‬تتلون‭ ‬المدن‭ ‬بعطر‭ ‬النرجس‭ ‬

بإيقاعات‭ ‬رقصة‭ ‬العناق،‭ ‬

كأفراح‭ ‬وإبتهاجات‭ ‬العرائس‭ ‬والعشاق‭.. ‬

وعلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬جدار‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬

علقتُ‭ ‬كلمات‭ ‬عشقي‭ ‬لطفولتي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ممطر‭..‬

‭( ‬أحبك‭ ‬رغم‭ ‬أجراس‭ ‬الوجع‭ ‬وماض‭ ‬سحيق‭ )!!‬

صمتُ‭ ‬محطات‭ ‬خريف‭ ‬العمر‭.. ‬

قناديل‭ ‬دروبي‭ ‬وقبلاتي‭ ‬وأرضي‭.‬

أنت‭ ‬تباشير‭ ‬قصائد‭ ‬الغربة‭ ..‬

هديل‭ ‬الايام‭ ..‬

ملامح‭ ‬الشيخوخة‭ ‬على‭ ‬مدرجات‭ ‬ملاعبٍ‭ ‬

تلاعب‭ ‬حياتنا‭ ‬وآحلامنا‭ .‬

مطارقٌ‭ ‬تلاحقنا‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬طاحت‭ ‬بنا‭ ‬الايام‭ ‬

ولكن‭ !! ‬طفولتي‭ ‬تتدفق‭ ‬كشلالٍ‭ ‬في‭ ‬دمي‭ !!‬

في‭ ‬مرافئ‭ ‬الدنيا‭ ..‬

أحيانا‭ ‬تحت‭ ‬جلودنا‭ ‬قطب‭ ‬منجمد‭ .. ‬

وأحيانا‭ ‬بركان‭ (‬ايتنا‭ ) ‬في‭ ‬صقلية‭ ‬،

وأحيانا‭ ‬رغيفُ‭ ‬خبزٍ‭ ‬وأقدام‭ ‬حافية‭. ‬

أحيانا‭..‬تغوينا‭ ‬وتُداعبنا‭ ‬هدنة‭ ‬قصيرة‭ ‬

لرحلةٍ‭ ‬صوب‭ ‬الماضي‭ ‬وأحلام‭ ‬الشباب،‭ ‬

حين‭ ‬كنا‭ ‬نلهث‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬

وصوب‭ ‬خلف‭ ‬دواوين‭ ‬الشعر‭ ‬ودور‭ ‬الكتب‭ ‬القديمة‭. ‬

لا‭ ‬شئ‭ ‬يكتمل‭ ‬في‭ ‬بلادي‭ ‬الاولى‭.. ‬

لاحلم‭ ‬العمر‭ ..‬

لا‭ ‬نبضات‭ ‬لنهاية‭ ‬الاستعمار‭.. ‬

لمزتزقة‭ ‬الكلمة‭ ‬وتجار‭ ‬الشعر‭ ‬بإسم‭ ‬الوطن،

وركوع‭ ‬الفن‭ ‬والادب‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الخنوع‭.. !‬

يا‭ ‬ظلي‭ ‬العطشان‭..‬لطفولةٍ‭ ‬لم‭ ‬أعشها‭ ..‬

يا‭ ‬طرق‭ ‬الليل‭ ‬الحزينة‭.. ‬

يا‭ ‬حرية‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تُفككَ‭ ‬طلاسم‭ ‬أوجاعي

‭ ‬على‭ ‬عتبات‭ ‬المدن‭ ‬القديمة‭. ‬

يا‭ ‬فناجين‭ ‬قهوتي‭ ‬المكسورة‭ ‬

من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تُقرأ‭ .‬

أيا‭ ‬طفولتي‭ ..‬

أيا‭ ‬قناديل‭ ‬صمت‭ ‬محطات‭ ‬خريف‭ ‬العمر‭.. !!‬


مشاهدات 112
الكاتب بدل رفو
أضيف 2024/05/03 - 11:50 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 5:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 7568 الكلي 9345606
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير