الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وما‭ ‬أنتم‭ ‬إلا‭ ‬كتلة‭ ‬صبر‭ ‬عظيم

بواسطة azzaman

وما‭ ‬أنتم‭ ‬إلا‭ ‬كتلة‭ ‬صبر‭ ‬عظيم

علي السوداني

 

صار‭ ‬الأمر‭ ‬شديد‭ ‬الوضوح‭ ‬مثل‭ ‬قمر‭ ‬كامل‭ ‬بخاصرة‭ ‬نيسان‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬لمن‭ ‬بقلبه‭ ‬علة‭ ‬وغل‭ ‬ومرض‭ ‬مقيم‭ ‬وعشو‭ ‬ليلي‭ ‬ونهاري‭ ‬تام‭ . ‬ثورة‭ ‬كونية‭ ‬عظيمة‭ ‬عنوانها‭ ‬فلسطين‭ ‬وانشودتها‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬تقدست‭ ‬بدم‭ ‬طهور‭ ‬وفعل‭ ‬نبيل‭ ‬،‭ ‬بمواجهة‭ ‬حلف‭ ‬شيطاني‭ ‬رجيم‭ ‬وحثالة‭ ‬أرضية‭ ‬مجرمة‭ ‬دونية‭ ‬مريضة‭ ‬فقدت‭ ‬كل‭ ‬صلة‭ ‬وصفة‭ ‬بشرية‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬لذتها‭ ‬ونشوتها‭ ‬في‭ ‬التقاط‭ ‬صورة‭ ‬تذكارية‭ ‬مع‭ ‬جثث‭ ‬الضحايا‭ ‬العزل‭ ‬وصرخات‭ ‬أطفال‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يلثغون‭ ‬بأول‭ ‬حروف‭ ‬النجدة‭ .‬

الثابت‭ ‬الآن‭ ‬وأمس‭ ‬وربما‭ ‬غداً‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ولايات‭ ‬الشر‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬الراعي‭ ‬والساقي‭ ‬والحامي‭ ‬الأول‭ ‬للمحرقة‭ ‬بغزة‭ ‬الشهيدة‭ ‬البطلة‭ ‬المعجزة‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬تشتري‭ ‬الوقت‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬ليتواصل‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬والتهجير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إتمام‭ ‬رسالة‭ ‬قذرة‭ ‬جبانة‭ ‬تريد‭ ‬القول‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يقاوم‭ ‬الإحتلال‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬كنس‭ ‬بلاده‭ ‬من‭ ‬الغزاة‭ ‬الرعاع‭ ‬شواذ‭ ‬الفكر‭ ‬ومعطوبي‭ ‬الجسد‭ ‬،‭ ‬فسوف‭ ‬يلقى‭ ‬مصيراً‭ ‬مروعاً‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬المشهد‭ ‬القائم‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬بغزة‭ !!‬

سيتجمع‭ ‬بعد‭ ‬اسبوعين‭ ‬أصحاب‭ ‬السيادة‭ ‬والسمو‭ ‬والجلالة‭ ‬والإمار‭ ‬والمشيخة‭ ‬بحفلة‭ ‬خجولة‭ ‬ومخجلة‭ ‬يسمونها‭ ‬قمة‭ ‬العرب‭ ‬بمحمية‭ ‬البحرين‭ ‬،‭ ‬وستنقل‭ ‬الشاشات‭ ‬مناظر‭ ‬النزول‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الحديثة‭ ‬والنوم‭ ‬والعلف‭ ‬بقصور‭ ‬عظيمة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬مستنقع‭ ‬الكلام‭ ‬الفارغ‭ ‬وتبويس‭ ‬الخدود‭ ‬والجباه‭ ‬والخشوم‭ ‬،‭ ‬وعصر‭ ‬وشد‭ ‬الأيدي‭ ‬وتمسيح‭ ‬الأكتاف‭ ‬وضرب‭ ‬الظهور‭ ‬وتمسيد‭ ‬المؤخرات‭ ‬دلالة‭ ‬وعلامة‭ ‬شد‭ ‬الحيل‭ ‬والعزم‭ ‬وتخشين‭ ‬لغة‭ ‬بيان‭ ‬الختمة‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬معزوفة‭ ‬بائسة‭ ‬مكرورة‭ ‬تعيسة‭ ‬ذليلة‭ ‬مثل‭ ‬وجوههم‭ ‬التي‭ ‬ذبلت‭ ‬واكفهرت‭ ‬وتسخمت‭ ‬ولم‭ ‬ينفع‭ ‬معها‭ ‬مسحوق‭ ‬خديعة‭ ‬أو‭ ‬ابرة‭ ‬نفخ‭ ‬وفرفشة‭ ‬وشعور‭ ‬بقرمشة‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬إعلان‭ ‬البطة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬كتم‭ ‬الضرطة‭ !!‬

طبعاً‭ ‬المشهد‭ ‬الموجع‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬تام‭ ‬السواد‭ ‬،‭ ‬فرجال‭ ‬المقاومة‭ ‬الأحرار‭ ‬والذين‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬حواضن‭ ‬الصبر‭ ‬الجميل‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يعشقون‭ ‬ويلعبون‭ ‬مع‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬صفر‭ ‬،‭ ‬والناس‭ ‬تغلي‭ ‬قبل‭ ‬الافجار‭ ‬الكبير‭ ‬،‭ ‬وشرفاء‭ ‬الأرض‭ ‬يتظاهرون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شوارع‭ ‬وساحات‭ ‬المعمورة‭ ‬الجريحة‭ ‬الثائرة‭ ‬،‭ ‬وآخرهم‭ ‬هذه‭ ‬الثلل‭ ‬الشجاعة‭ ‬النبيلة‭ ‬الخيرة‭ ‬التي‭ ‬حولت‭ ‬الدرس‭ ‬الصفي‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬أمريكا‭ ‬الوغدة‭ ‬إلى‭ ‬خيام‭ ‬اعتصام‭ ‬وهتاف‭ ‬حب‭ ‬وثورة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بذرة‭ ‬كريمة‭ ‬لربيع‭ ‬جميل‭ ‬ينتظره‭ ‬الغرب‭ ‬كله‭ ‬،‭ ‬وتكاد‭ ‬هتافات‭ ‬ورقصات‭ ‬وأغنيات‭ ‬الحشود‭ ‬تثقب‭ ‬آذان‭ ‬المجرم‭ ‬بايدن‭ ‬ومن‭ ‬وقف‭ ‬معه‭ ‬سراً‭ ‬وعلانية‭ ‬من‭ ‬عصابة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬حتى‭ ‬أذلاء‭ ‬الكراسي‭ ‬العربية‭ ‬الباقية‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬الى‭ ‬الأبد‭ .‬


مشاهدات 529
الكاتب علي السوداني
أضيف 2024/04/30 - 6:38 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 5:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 290 الشهر 9414 الكلي 10052558
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير