صار الأمر شديد الوضوح مثل قمر كامل بخاصرة نيسان ، إلا لمن بقلبه علة وغل ومرض مقيم وعشو ليلي ونهاري تام . ثورة كونية عظيمة عنوانها فلسطين وانشودتها غزة التي تقدست بدم طهور وفعل نبيل ، بمواجهة حلف شيطاني رجيم وحثالة أرضية مجرمة دونية مريضة فقدت كل صلة وصفة بشرية ، حتى صارت لذتها ونشوتها في التقاط صورة تذكارية مع جثث الضحايا العزل وصرخات أطفال ما زالوا يلثغون بأول حروف النجدة .
الثابت الآن وأمس وربما غداً هو أن ولايات الشر المتحدة الأمريكية هي الراعي والساقي والحامي الأول للمحرقة بغزة الشهيدة البطلة المعجزة ، وهي تشتري الوقت بكل الطرق ليتواصل القتل والتدمير والتهجير من أجل إتمام رسالة قذرة جبانة تريد القول للناس في كل مكان أن من يقاوم الإحتلال ويعمل على كنس بلاده من الغزاة الرعاع شواذ الفكر ومعطوبي الجسد ، فسوف يلقى مصيراً مروعاً كما هو حال المشهد القائم حتى اللحظة بغزة !!
سيتجمع بعد اسبوعين أصحاب السيادة والسمو والجلالة والإمار والمشيخة بحفلة خجولة ومخجلة يسمونها قمة العرب بمحمية البحرين ، وستنقل الشاشات مناظر النزول من الطائرات الحديثة والنوم والعلف بقصور عظيمة ، حيث مستنقع الكلام الفارغ وتبويس الخدود والجباه والخشوم ، وعصر وشد الأيدي وتمسيح الأكتاف وضرب الظهور وتمسيد المؤخرات دلالة وعلامة شد الحيل والعزم وتخشين لغة بيان الختمة الذي صار معزوفة بائسة مكرورة تعيسة ذليلة مثل وجوههم التي ذبلت واكفهرت وتسخمت ولم ينفع معها مسحوق خديعة أو ابرة نفخ وفرفشة وشعور بقرمشة كما يقول إعلان البطة في محاولة كتم الضرطة !!
طبعاً المشهد الموجع اليوم ليس تام السواد ، فرجال المقاومة الأحرار والذين معهم من حواضن الصبر الجميل ، ما زالوا يعشقون ويلعبون مع الموت من المسافة صفر ، والناس تغلي قبل الافجار الكبير ، وشرفاء الأرض يتظاهرون في كل شوارع وساحات المعمورة الجريحة الثائرة ، وآخرهم هذه الثلل الشجاعة النبيلة الخيرة التي حولت الدرس الصفي في جامعات أمريكا الوغدة إلى خيام اعتصام وهتاف حب وثورة قد تكون بذرة كريمة لربيع جميل ينتظره الغرب كله ، وتكاد هتافات ورقصات وأغنيات الحشود تثقب آذان المجرم بايدن ومن وقف معه سراً وعلانية من عصابة حلف الناتو حتى أذلاء الكراسي العربية الباقية في الحكم لكن ليس الى الأبد .