الإمارات ليست زرق ورق

علي إبراهـيم الدليمي

حالة الطقس المناخي الطاريء والخطير، الذي مر في الإسبوع الماضي على الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يمر على أي بلد عربي منذ أكثر من 75 سنة، فالأمطار الغزيرة التي سقطت على مدن الإمارات خلال يوم واحد فقط توازي ما يسقط على مدينة مثل لندن في 5 شهور، حسب التقارير الخاصة التي بثتها القنوات العالمية.

فكل اجهزة الدولة ورجال الدفاع المدني وفرق إدارة الأزمات كانوا في حالة إستنفار قصوى، حيث عمل الجميع وبإصرار وقوة بتنظيم تأمين سير الحياة الطبيعية، وعودة أوضاع الناس للحياة الطبيعية بمنتهى الصبر والدقة، وسارت أمور البلاد والعباد بأكمل صورة وعلى أفضل ما يمكن مع معالجة وتأهيل الأضرار والخسائر الناجمة عن ذلك، بعدها (بساعات) قليلة أنتهت الحالة الجوية الطارئة، وكل شيء أعيد لحالته الطبيعة، وكأن شيئاً لم يكن.

ولذلك فكل ما رأيناه من مشاهد الأضرار الجسيمة، كان متوقعا في مثل هكذا وضع.. "وطبيعي جداً"، ومع ذلك لم تعلن الإمارات انها دولة منكوبة ولا استنجدت بدول أخرى طلبا للمساعدة، ولا قطعت الكهرباء، ولا النت، ولو لدقيقة واحدة، ولم تحدث حوادث سير أو وفيات ولم يعلن عن فقد أحد صغيراً كان أم كبيراً، كما ولم تتعرض المتاجر والمنازل للسطو والسرقة. وهذه كلها بجهود خلايا إدارة الأزمة الناجحة والدقيقة، واليقظة المبكرة، لرجال الدفاع المدني والشرطة، والحرص الوطني، التي تضع الإنسان في قمة أولوياتها.

هذه هي (الإمارات) التي حرصت من ضمن إعمارها وتطورها الإهتمام بـ (البنى التحتية) عندها، ومهيئة تماماً لمثل هذه الحالات الطارئة والخطيرة، هذه (الإمارات) التي سخر منها في يوم ما (أمين بغداد – عبعوب) بانها مدينة (زرق ورق). ولكن أتحداه وحكوماته منذ العام 2003 وحتى اليوم، أن يبنوا بنى تحتية للعراق "ربع" أو أقل من ذلك، ما لدى الإمارات.. فتخيلوا لو كانت هذه الحالة حدثت في العراق "لا سامح الله" كيف كان مصيرنا الآن.. أكيد في خبر كان.!!