للأسف .. هذه ليست أخطاء عابرة
ضرغام الدباغ
قبل نحو أسبوعين، نشر صديق لوحة أعدتها جامعة أوربية، أو أمريكية، إلى أهم 20 عالم في تاريخ البشرية .... هؤلاء يعود لهم الفضل فيما توصلت له الإنسانية، من بين هؤلاء العشرين عالم :
• الكندي * أبن بولتان * أبن قرة * أبن الهيثم * أبن حيان * ابن البيطار * الكحال * ابن المعتز * الدؤل ي * الخوارزمي.
نشر لوحة
أي نصف لوحة الشرف باسم العلماء هم من المسلمين والعرب ....! أعاد نشر هذه اللوحة متصفح آخر منوهاً إلى المساهمة الكبيرة جداً للعلماء العرب. بالأمس ينشر، أحدهم يجهل كوعه من بوعه ...)المثل اللبناني( ينشر ما يعتقد أنه يكتب .. وله الحق بالنشر ... وأن صفحات التواصل جعلت منه شيئاً يذكر، يريد أن ينفث غله .. ينشر أسماء علماء أوربيين ويتساءل متهكما، وماذا قدم العرب ...؟ المشكلة ليست فيما قدم العرب، المشكلة تكمن في أنه لا يريد أن يفهم، أو يمنع الآخرين من التفكير، أو يسيئ إلى من يحاول التفكير .. ولكنه قطعاً الأمر أكثر من خطأ عابر ... تعرفت على شخص ألمان ي، دكتوراه / طبيب، مدرس في جامعة برلين همبولت، يتقن العربية، وحين سألته كيف ولماذا تعلم العربية، أجاب أنه يدرس مادة تاريخ الطب في كلية الطب، ومن يريد أن يعرف الطب لابد أن يعرف العربية، لأن العرب هم من وضعوا الأسس الصحيحة لهذا العلم. ومضى يتحدث بأسهاب عن علم الطب العربي، وقال، أن الكليات الطبية في أوربا كانت حتى القرن الثامن عشر تعتمد بدرجة كبيرة على العلوم الطبية العربية. برأي الشخصي، ليس من الضروري لأي أمة أن يكون لها باعها الطويل في العلم لتستحق الحياة، هذا ليس بضروري، فهنام أمم كبيرة اليوم، ليس لها لغة، ولا حرف، ولا رقم، وبالتالي ليس هناك آداب وفنون، وعلوم، ولكن هذه الأمم اليوم موجودة ولها حق بالحياة والتطور ... العرب موجودون في التاريخ وبهذا الا سم : عرب، عربو، أعراب، منذ أكثر من 2000 عام وأسسوا دول ومجتمعات، وقدموا منجزات .. وكان لهم باع طويل في الشعر والأدب والفنون والعلوم، يوم كان العالم ينام نومة هانئة، وهناك قارات بأكملها لم تكن مكتشفة، ولا يسكنها بشر ... الجهل لا يدعو للتباهي .. والغباء ليس موهبة ... من يريد أن بتعلم، فليفعل ذلك، هناك جامعات ومكتبات ومعاهد، ومن البيت لا يتعلم شيئاً ... الجهل والأمية عيب، وعيب أكبر أن يتكلم بما لا يفقه ...!
مؤلفات العرب
ويطرح نفسه بين المتعلمين ...! وحين يريد التحدث لا يعرف سوى الشتائم ...! قبل أيام أفحمت أحدهم.. كان يحاول أن يتفلسف، فيشتم ...حين قال أين مؤلفات العرب وأين علومهم ...؟ كتبت له، وكان بوسعي أن أتحدث وأمنعه من الكلام حتى يموت غيضاً وكمداً ... ولكنني لم أفعل ذلك، بل سأقول لك شيئ بسيط : اذهب على مكتبة الأسكوريال بأسبانيا، وشاهد بنفسك عشرات ألاف المخطوطات، ثم أذهب إلى مكتبة جامعة ليدن بهولندة، وشاهد بأم عينك عشرات ألاف المخطوطات، ومثلها في مكتبة شيكاغو، وفي ألمانيا وتركيا ... وإن شئت بوسعك أن تعاينها بواسطة الأنترنيت ..لتكتشف أن العرب كتبوا بموضوعات دقيقة ومهمة قبل أكثر من 1000 عام ... !
فكتب لي أحدهم يعتذر .... لا ... لا داعي للأعتذار ... أنت لم تخطأ بصفة عابرة، بل فاضت نفسك بمشاعرك السوداء تجاه أرض وأمة لها الفضل عليك ... انجبتك وربتك وعلمتك.
وحين خيل لك أنك صرت شيئا ما .. شتمت أمك ...! بلاد قال مناضل عراقي أمام محكمة تمثل إرادة المحتلين عام 1943 وحبل المشنقة يتأرجح أمامه وقد اعدم رفاق له فعلاً « والله لن أخونك يا عراق ... والله لن أخونك يا عراق، وطن أنشأني ورباني وعلمني وصيرني شيئاً يذكر، أنا أعلم أني سأعدم.
ولكن سيأتي يوم يشيد الوطن بذكرى المخلصين من أبنائه ويسرني أن أكون أحدهم « لهذا السبب، هنا عراقة وعلم، وأدب وتهذيب، وقدرة رهيبة على المطاولة ... أفحص وأقرأ كم امبراطورية كفت عن الوجود هنا ... هنا على هذه الأرض المقدسة ... ستسود وجه الطامعين والغزاة، وستفشل ريحهم .. العرب لا يريدون شبراً واحداً ليس لهم.
ولكنهم سوف لن يتركوا شبراً أو حتى فتراً واحداً لا يستعيدوه ....تجيكم السالفة.