إحصائيات: العراق ضمن أخطر 10 دول على النساء
قصص مؤلمة تروي البؤس في اليوم العالمي لإيقاف العنف ضد المرأة
بغداد - ابتهال العربي
يتزامن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لمصادف 25 تشرين الثاني، مع قصص مؤلمة تتناقلها الأوســـــــاط الاجتماعيــة العراقيـة.
وتكشــــــف الإحصائيات الرسمية عن واقع مرير وبائس تعيشه النساء في مختلف مدن العراق، تزامناً مع اليوم العالمي لمجابهة العنف ضد المرأة، والذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف رفع الوعي، والكشف عن مدى حجم المشكلات والمعاناة التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل العنف المنزلي والاغتصاب والتحرش والإهانة، وغيرها. وتفيد الباحثة الاجتماعية من بغداد، سعاد الموسوي، عبر تدوينة في فيسبوك، تابعتها (الزمان) امس ان (العنف ضد المرأة يتخذ أشكالاً متعددة، بعضها مخفي وراء جدران المنازل)، كما تحدثت زينب حسين، ناشطة في مجال حقوق المرأة، عن (حادثة مؤثرة لامرأة ثلاثينية اضطرت للهروب من منزلها، بعد تعرضها للضرب المبرح من زوجها، وكانت تخشى الإبلاغ عنه خوفاً من احكام المجتمع عليها)، وفي العراق تشير البيانات الى ان (26 بالمئة من النساء تعرضن للعنف الجسدي من قبل الازواج، ويأتي بمراتب متأخرة في المؤشرات المتعلقة بسلامة المرأة او المساواة، وكذلك بين الجنسين في المرتبة 145 من اصل 162 دولة، فيما يأتي ترتيب العراق بمؤشر الامن والسلام للمرأة 166 من اصل 176 دولة، ما يجعله ضمن اخطر 10 دول على المرأة في العالم)، واوضحت تدوينة على فيسبوك لمجموعة نساء من أجل السلام، ان (الأرقام المعلنة تمثل جزءاً بسيطاً من الواقع، بموجب امتناع كثير من النساء عن الإبلاغ عن حالات التعنيف التي يتعرضن لها)، ووفق معلومات من منظمات محلية، فإن (نسبة كبيرة من حالات التعنيف تبقى طي الكتمان)، واعتبرت ناشطة من النجف في تعليق على التواصل الاجتماعي، ان (المجتمع يحتاج إلى ثورة ثقافية حقيقية لتغيير النظرة النمطية للمرأة)، مبينة ان (النساء لسن أرقاماً في الإحصائيات، بل بشر، والبشر يستحق العيش بكرامة)، بحسب تعبيرها، بدوره قال محمد الياسري، باحث اجتماعي من جامعة بغداد، ان (تراجع العراق في المؤشرات العالمية المتعلقة بحقوق المرأة يعكس أزمة عميقة في البنية الاجتماعية والثقافية)، مؤكداً انه (نحتاج إلى إصلاحات تشريعية وتنفيذية عاجلة)، وتطرقت نور الحسيني، طبيبة بمستشفى في بغداد، الى (تزايد حالات العنف النفسي)، كاشفة عن (استقبال حالات كثيرة تعاني من اضطرابات نفسية نتيجة العنف المستمر، بعضها يصل إلى حد الانتحار)، ووفق تحليلات مراكز الدراسات المحلية، تلفت التوقعات المستقبلية، إلى (إمكانية تحسن الوضع في حال تفعيل القوانين الرادعة وزيادة الوعي المجتمعي)، اما التغريدات على منصات التواصل االجتماعي، بينها لناشطة حقوقية ذكرت ان (التغيير يبدأ من المدارس والبيوت)، وأضافت (علينا تربية جيل جديد يؤمن بالمساواة والكرامة والإنسانية)، واختتمت فاطمة العبيدي، محامية من النجف، حديثها قائلة ان (المعركة طويلة، لكننا مصممات على التغيير، من أجل بناتنا وأجيال المستقبل)، ويتوقع خبراء ان (تشهد السنوات المقبلة تحركات شعبية واسعة للمطالبة بحقوق المرأة، خصوصاً مع تزايد الوعي لدى الشابات المتعلمات). على صعيد متصل، نظم قسم شؤون وتمكين المرأة في ديوان محافظة ميسان، مهرجاناً ثقافياً لمناهضة العنف ضد النساء، بمشاركة جمع من النسوة وشخصيات اكاديمية وناشطات في مجال المرأة. وبين المشاركين في كلماتهم بالمهرجان امس ان (المرأة تتعرض للاضطهاد والتعنيف، وتحتاج الى مناصرة وتأييد لأخذ دورها المجتمعي دون إساءة)، داعين الحكومة والمجتمع الى (مناصرتها ومناهضة العنف الذي تتعرض له بشكل متواصل)، وشهد المهرجان تقديم مشهد مسرحي لنقابة الفنانين جسد حالات العنف ضد النساء، مشدداً على (ضرروة تشجيع المرأة العراقية والتصدي لجميع انوع العنف بشكل عام، وازالة التحديات والمعوقات التي تواجهها).
من جهته جدد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني التزام الإقليم الراسخ بحماية حقوق المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع. وأكد البارزاني في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المراة أمس (نجدد التزامنا بحماية حقوق المرأة في كردستان، ونؤكد لهن أننا سنواصل العمل لإنهاء جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة)، وأضاف إن (تمكين المرأة وتعزيز مكانتها هو الحجر الأساس لبناء مجتمع أكثر عدالة وتقدماً)، وتابع (لقد كان الاقليم رائداً في دعم حقوق المرأة وتهيئة الفرص لمشاركتها في الحياة السياسية والإدارية على قدم المساواة مع الرجل، فنحن نؤمن بأن المرأة ليست فقط شريكاً رئيساً في صنع القرار، بل هي أساس للتغيير والتنمية الدائمين)، داعياً إلى (مزيد من التعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، لنشر المزيد من الوعي وتعزيز قيم التسامح والمساواة، ونؤكد أن القضاء على العنف ضد المرأة بحاجة إلى جهد مشترك من الجميع لضمان بناء مستقبل مشرق وآمن لجميع أفراد المجتمع)، ومضى الى القول (نعاهد نساء كردستان على أننا سنواصل العمل دون كلل من أجل تحقيق العدالة والمساواة وتعزيز قدراتهن لأداء دورهن المهم في خدمة وبناء البلد). فيما استقبل رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني، رئيس حزب المستقبل ورئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو. وجرى خلال اللقاء الذي حضره القنصل العام التركي أرمان توبتشو، (بحث سبل تعزيز العلاقات بين تركيا وكردستان، وآخر الأوضاع في العراق والمنطقة)، وأشار اوغلو إلى (المكانة المهمة التي يتمتع بها الإقليم)، مشدداً على (ضرورة توثيق علاقات بلاده مع كردستان). من جانبه، أكد البارزاني (رغبة كردستان في توطيد العلاقات مع تركيا في مختلف المجالات). على صعيد متصل، تسلمت رئاسة الاقليم، كتابا رسميا من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، بشأن المصادقة على نتائج انتخابات برلمان كردستان. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة دلشاد شهاب في بيان أمس إن (رئاسة الاقليم، تسلمت قرار المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية من قبل المفوضية)، وأضاف إنه (بحسب قانون رئاسة الإقليم، فإن رئيس الاقليم سيدعو الى عقد جلسة البرلمان الأولى في اقرب وقت). وصادق مجلس المفوضين في المفوضية، على النتائج النهائية لانتخابات برلمان الاقليم. وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي في بيان مقتضب إن |مجلس المفوضين صادق خلالها على النتائج النهائية لانتخابات برلمان الإقليم).