الكهرباء (تكذبون) ليست أزمة
عبد المنعم الاعسم
دوامة خدمة الكهرباء ليست أزمة، كما تتخفى بيانات الحكومة الحالية المتكررة (وجميع الحكومات السابقة) تحت ذريعتها، فالازمة (وكل ازمة) يخلقها بشر، في خضم اختلاف ارائهم ومصالحهم وسياداتهم، وتثيرها دول بهدف كسر شوكة دول أخرى، وتصنعها إرادات لإخصاء سوق المال وقطع خدمات الراحة والمعيشة لسكان مستهدفين، وتعرفها المدونات الاكاديمية بوصفها (فترة!!!) في حياة الانسان والجماعة والدول «تبدأ بحدث صعب أو أحداث عديدة. حقيقية او مفتعلة، وقد تكوّن هذه الأحداث خسارات كبيرة وتفرض معايشات مؤقتة بانتظار تسوية ما».. فيما شاعت لدينا في الاخبار الرسمية وغير الرسمية (والاحتجاجية ايضا) عبارة «انقطاع الكهرباء» لحالة انعدام وصول هذه الخدمة الحياتية الى ملايين من العراقيين بينما هي «قطعٌ» لا إنقطاع، بل وقطع متعمد، تساوت في التورط بجنايته، والتلوث برذيلته، جميع الحكومات والرئاسات والزعامات والولاءات والاحزاب القابضة على الموازنات والقرارات المصيرية.. تلك هي الصورة والنتيجة وواقع الحال، مُعبرٌ عنها بفصيح الوعود في الشتاء (في كل شتاء) لتتبخر بالصيف(في كل صيف) ولا يبق منها غير العار على الشاشات الملونة وهي تعرض وجوه الاعوان والناطقين بالنيابة، وهم يُظهرون النعمة، ويتحدثون عن قرب الفرج والحل والرفاه، وذلك لترويض الغليان الشعبي حتى يأتي الشتاء الجديد مع وعود باذخة اخرى بحل الازمة.. التي (على مسؤوليتي) لن تحل ما داموا قابضين على رقابنا.
اكرر: لن تُحل ما داموا قابضين على رقابنا.