الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأصعب‭ ‬على‭ ‬ايران

بواسطة azzaman

الأصعب‭ ‬على‭ ‬ايران

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

ركّزت‭ ‬إيران‭ ‬طويلاً‭ ‬على‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الجنرال‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬رمز‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وحين‭ ‬تشكلت‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬خفتَ‭ ‬العزف‭ ‬الحزين‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬التحقيقات‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬ينقطع،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انَّ‭ ‬لهجة‭ ‬التحقيقات‭ ‬لم‭ ‬تعتر‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬خطاب‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬اغتيال‭ ‬نخبة‭ ‬قياداتها‭ ‬الميدانية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬المراقبين‭ ‬أن‭ ‬يتساءلوا‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سيصدر‭ ‬عن‭ ‬طهران‭ ‬لو‭ ‬انّ‭ ‬الضربة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬استهدفت‭ ‬قيادات‭ ‬إيرانية‭ ‬كبيرة‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬وليس‭ ‬خارجه؟

في‭ ‬النهاية،‭ ‬التحقيقات‭ ‬شأن‭ ‬إيراني‭ ‬داخلي‭ ‬خالص،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬الخطاب‭ ‬الإيراني‭ ‬حين‭ ‬يخرج‭ ‬الى‭ ‬العلن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬الناس‭ ‬لأنّه‭ ‬متوجه‭ ‬إليهم‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬المواصفات،‭ ‬لم‭ ‬تتلق‭ ‬إيران‭ ‬ضربة‭ ‬مزدوجة‭ ‬وموجعة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬منذ‭ ‬مقتل‭ ‬سليماني،‭ ‬والضربة‭ ‬مزدوجة‭ ‬لأنها‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الموكلة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عبر‭ ‬جبهة‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬انَّ‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬آمناً‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬خارج‭ ‬ايران‭ ‬وان‭ ‬أي‭ ‬غطاء‭ ‬دبلوماسي‭ ‬وسيادي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬شيئا‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬المفتوحة‭ ‬مع‭ ‬تل‭ ‬ابيب‭.‬

الأصعب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خسارتها‭ ‬القيادات‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬وقت‭ ‬الحرب،‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتعامل‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الضربة،‭ ‬وكيف‭ ‬سيكون‭ ‬ردها،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬حذرا‭ ‬شديدا‭ ‬في‭ ‬تحاشي‭ ‬المواجهة‭ ‬الكبرى،‭ ‬والاقتصار‭ ‬على‭ ‬تغذية‭ ‬بقاء‭ ‬اسم‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬عبر‭ ‬جبهة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬وعبر‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وكذبك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموالين‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تضع‭ ‬واشنطن‭ ‬حداً‭ ‬لعملياتهم‭.‬

أي‭ ‬خطأ‭ ‬ترتكبه‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الموجع‭ ‬قد‭ ‬يجرها‭ ‬الى‭ ‬ساحة‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬عمق‭ ‬إيران،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬ايران‭ ‬المستحيل‭ ‬وبأي‭ ‬ثمن‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬اليه‭. ‬انها‭ ‬تحتمل‭ ‬كل‭ ‬النيران‭ ‬خارج‭ ‬إيران،‭ ‬ولكن‭ ‬داخل‭ ‬أراضيها‭ ‬فقد‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬لسعة‭ ‬نار‭ ‬واحدة‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬خيار‭ ‬مفتوح‭ ‬على‭ ‬احتمالات‭ ‬غامضة‭ ‬وقاسية‭ ‬وسهلة‭ ‬التحريك‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لاسيما‭ ‬ان‭ ‬الداخل‭ ‬الإيراني‭ ‬محتقن‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضغط‭ ‬العقوبات‭ ‬الامريكية‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭.‬

لذلك‭ ‬لن‭ ‬تغامر‭ ‬ايران‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬المرات‭ ‬المقبلة‭ ‬ايضاً‭ ‬مادامت‭ ‬النيران‭ ‬تلتهب‭ ‬خارج‭ ‬أراضيها‭.‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

 

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 174
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/04/05 - 10:50 PM
آخر تحديث 2024/05/17 - 12:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 216 الشهر 6687 الكلي 9244725
الوقت الآن
الجمعة 2024/5/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير