فاتح عبد السلام
التصريحات العلنية التي صدرت عن مستشار إيراني كبير في ان بلاده قد تغير عقيدتها النووية اذا كانت مهددة في وجودها من إسرائيل، توحي بسهولة الى ان هناك إمكانية واستعدادا للوصول الى هذه المرحلة من التمكن من حيازة السلاح النووي الذي يكون القرار بعد توفره بيد القوات الإيرانية هو تغيير العقيدة النووية. وقضية تهديد إيران في وجودها، هو تعبير سياسي عن استهداف النظام السياسي الحاكم في إيران وليس ايران بذاتها.
في كل الأحوال التصريح لا يمنح اطمئنانا، وانّ سلة المفاجآت سيكون من السهل فتحها، ولا أحد يمنع أحداً من ذلك.
اغلب الظن هو انَّ ما تخشاه ايران هو الولايات المتحدة قبل إسرائيل، لذلك تكون الايحاءات الإيرانية من تصريح العقيدة النووية مستهدفا الإدارة الامريكية التي لا تزال ترى ان ايران بعيدة عن الالتزام بكثير مما يخص الملف النووي والتخصيب، ومن هنا تستمر العقوبات الامريكية سنة بعد أخرى .
اللافت ان إسرائيل لم تكترث للتصريح الإيراني، ولم يبدُ عليها القلق الذي يفوق على هواجسها السابقة بشأن إمكانية ان تقوم قريبا منها دولة نووية جديدة.
العقيدة النووية المعلنة في ايران انَّ المرشد الأعلى يحرم تصنيع السلاح النووي لان ذلك يتناقض مع العقيدة الإسلامية التي لا تدعو الى إبادة البشر. في الجانب الاخر لم يصدر عن إسرائيل دعوة لإزالة ايران او اسقاط نظامها الديني السياسي، في حين صدرت عن رئيس إيراني سابق هو محمود احمدي نجاد دعوة لإزالة إسرائيل ومحوها، ومع ذلك لم تكترث اسرائيل بالتصريح، حتى في باب التهويل الدعائي والمظلومية.
الأفق مشوش، غير واضح تماماً، وانَّ المفاجآت باتت في مرمى الاحداث لاسيما بعد حرب غزة التي سترسم نهايتها مواضع جديدة لكل دولة على خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.
رئيس التحرير – الطبعة الدولية