مختصون لـ (الزمان): الصيام مدرسة سلوكية لا يمكن حصر فوائده الصحية
الأحساء - زهير بن جمعه الغزال
أكد أطباء مختصون أن الصوم في حد ذاته يعتبر مدرسة علاجية لمواجهة الأمراض وكثير من السلوكيات الخاطئة؛ لكونه يعتبر حافزا يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي، وإعطاء الفرد قوة إرادة للتغير نحو الأفضل وإحساس الجسد بالراحة التامة والسكينة الداخلية.
وأشاروا في احاديث لـ(الزمان) امس إلى أنه (مع ساعات الصوم يزداد النشاط الوجداني للفرد لشعوره بالجزاء من عند الله لإتمام فرضه، مما يؤدي ذلك لسيطرة الهدوء على الجسد بشكل كامل).
يقول أستاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع توفيق أحمد خوجة، أن الدراسات العلمية العالمية عجزت عن وصف فوائد الصوم لكثرة فوائدها على صحة الإنسان وخصوصاً في الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية. وتابع : يشعر الصائم وخلال يومه بالراحة التامة للجسد والتسامح مع الآخرين لأن أداء العبادات وتحديدًا قراءة القرآن الكريم والصلوات المفروضة وصلاة التراويح في جماعة تؤدي لانبعاث طاقة إيجابية هائلة تساعد الفرد على تقوية المشاركة الاجتماعية مع الآخرين، وضبط النفس والبعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى. ونوه أنه من الناحية الصحية فالصوم يعزز جهاز المناعة ويرفع قدرات الجسم لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، وهي أساس قوة وصلابة جهاز المناعة لدى البشر، كما يؤمن الصوم للفرد القوة للخلايا الجذعية للمضي قدماً في تعزيز ورفع كفاءة نظام المناعة بأكمله وتقوية وظائفه وبنائه الداخلي، وبجانب ذلك فإن الصوم يساعد على إزالة السموم من الجسم من خلال حرق الدهون، مما يساعد على التخلص من السموم، كما يريح الصوم الجهاز الهضمي ويساعد على الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، كما أثبتت بعض الدراسات أن الصوم يساعد على علاج الالتهابات وبعض أمراض الحساسية والتهاب المفاصل والأمراض الجلدية مثل مرض الصدفية، ويقلل من مستويات السكر في الدم إذ يساعد الصوم على تكسير الجلوكوز مما يقلل إنتاج الإنسولين، وبالتالي يريح البنكرياس، مما يؤدي في النهاية إلى خفض مستويات السكر في الدم، كما يعتبر الصيام من أهم الطرق الطبيعية لخفض مستويات ضغط الدم، فهو يساعد على التقليل من خطر تصلب الشرايين، وتقليل معدلات الأيض ومعدلات الهرمونات كالأدرينالين، مما يساعد على خفض مستويات ضغط الدم. وفي السياق يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه:
وتتجلى فوائد الصيام الحيوية التي لا تستمر الحياة السوية والصحة الكاملة من غيره، في قول الله سبحانه وتعالى: «وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون»، وفي هذه الآية تتضح وتظهر المعجزة العظيمة في تشريع الصوم، فشهر رمضان يعتبر من الشهور التي تهذب الروح وتقرب المسلم إلى الله، فضلا عن أن صيامه له الكثير من الفوائد الصحية الرائعة التي تحمي الجسم من الأمراض وتعزز الصحة.
نواح غذائية
وأضاف: أن فوائد الصيام لا تتوقف على النواحي الغذائية الصحية بل تشمل الجوانب النفسية، فالصيام علاج نفسي سلوكي، ووقاية للخلل الذي يحدث للوظائف العقلية والنفس والسلوك، كما أن الصوم يحسن كفاءة مواد الناقلات العصبية التي تنتج في المخ عند حدوث الألم، وتعيد توازن مادة السيروتونين التي يسبب ارتفاعها الإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى روحانية الشهر في أداء العبادات وصلاة التراويح والتهجد والتواصل الروحاني بالقرآن في تهدئة النفس وطمأنينتها.
وأكد قانديه أن للصوم آثارا سيكولوجية كثيرة يمكن لمسها في الرضا والطمأنينة بسبب الأثر الروحي للصوم، وما نلاحظه من زيادة إيجابية في العلاقات الاجتماعية خلال الشهر الفضيل، وكذلك بسبب تخفيف أعباء العمل الوظيفي، كما يتضح الأثر السيكولوجي على الصائم في هذا الشهر من مظاهر الفرح التي تعم جميع أفراد المجتمع، ويتضح أيضا في الصبر والامتناع عن الطعام والشراب خلال نهار رمضان الذي يؤدي إلى زيادة القدرة على الاحتمال، ويقوي من القدرة على مواجهة ومقاومة الضغوط الحياتية المختلفة.
من جانبه يقول طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي :
أثبتت دراسات عدة أن الصيام يقلل تركيز مركبات الأكسدة الضارة بالجسم ويزيد حساسية الجسم للأنسولين، وهي عوامل لها دور كبير في تأخير الشيخوخة، كما يزداد أثناء الصيام إفراز الجسم لهرمون النمو المحفز لتجدد الأنسجة مما يزيد من نضارة الجلد وصحة الشعر والأظفار، وللحصول على هذه الفوائد من المهم الإكثار من شرب الماء أثناء فترة الإفطار لتفادي الجفاف المؤذي لصحة الجلد والبشرة.
جهاز هضمي
وأستدرك أنه ثبت أيضاً فائدة الصيام في التخلص من سموم الجسم في ردة فعل طبيعية لتحييد السموم أو إخراجها من خلال أعضاء الجسم والجهاز الهضمي وجهاز المناعة والجلد، حيث يبدأ الجسم مع انعدام الأكل بالبحث عن مصدر آخر للطاقة من خلال تكسير احتياطي الدهون المخزنة في الجسم وما تحويه من سموم.
واختتم شاولي حديثه بقوله:
(إنه من ضمن الفوائد الصحية التي تعود على الصائم هو تجديد خلاياه المناعية وتقوية جهازه المناعي ليكون أكثر قدرة على محاربة الأمراض والكائنات الممرضة ، حيث أشارت دراسة عالمية إلى أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الجسم وذلك خلال ساعات الصيام، يمكن أن يساعد في محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية).