لمن نقرع الأجراس؟

الرواد تاج على راس الشرفاء

هاشم حسن التميمي

تفتخر شعوب الارض المتحضرة كلها  وحكوماتها الرشيدة وبرلمانها الحقيقي ونقاباتها واتحاداتها  برواد المهنة من الرعيل الاول ويضعهم الشرفاء تاجا على رؤوسهم اعترافا بجميل مواقفهم وتمسكهم بشرف المهنة واخلاقياتها ومواصلتهم العمل حتى الرمق الاخير .  وفي ظل اسوء الظروف  مافرطوا بكرامتهم وحريتهم ولولاهم ماكان فلان اوعلان يصول ويجول ويتباهى

 بالمهنة التي ارسوا قواعدها واخلاقياتها قبل ان يكونوا و ينتحلوا  صفاتها والقابها في ظل الفوضى الخلاقة التي اشاعها الاحتلال وانعشها الفساد .

 اقول ذلك بعد اطلاعي على قرار مجلس نقابة الفنانين ونقيبها المحترم الدكتور جبار جودي  العبودي في   جلستهه الثالثة عشر في 2/3/2024  ونصه ( تقديرا من مجلس النقابة لعطائهم الفني الممتد من 40  عاما تقرر اعفاء الفنانين من مواليد 1955  نزولا من رسوم الاشتراك السنوي لتجديد

  الهوية وكافة الرسوم النقابية الاخرى…وينفذ القرار من تاريخه اعلاه)

 هذا القرار المنصف المتحضر اثار مشاعر كل رواد الثقافة والفنون والصحافة والمهن الاخرى لانه يعبر عن مهنية عالية وشعور راقي بالمسؤولية تستحق عليه نقابة الفنانين بنقيبها ومجلسها كل التقدير ويعد  القرار تتويجا للمواقف المستقلة والشجاعة لنقيبها في  مواجهته الصريحة لاخطاء  الحكومة والجهات التي تتجاهل دور الفن والثقافة في التنمية وتنوير عقول المجتمع وارشاد الحكومة والبرلمان للمسارات الديمقراطية الصحيحة ورفضها ان تكون ذيلا للسلطات من اجل مكاسب شخصية تسقط من هيبة النقابة ودورها الكبير …ولم تتاخر النقابة عن رعاية الفنانين وتفقد احوالهم بدوافع انسانية وليس دعائية او انتقائية ولم يسجل للنقابة ان كانت محورا في تسقيط او تشويه سمعة احد منتسبيها بل كانت مدافعة صلبة في حماية الاعضاء وصيانة كرامتهم .

  وبالتزامن مع هذا الموقف الوطني المشرف هنالك من يسعى لاذلال الرواد وتهميشهم وتصنيفهم ضمن الاموات وعدم الاعتراف بمهنيتهم ومطالبتهم بعد كل هذا التاريخ العريق والمواقف المهنية والوطنية المشهود لها بتقديم دليل على ممارستهم للمهنة وهم يعلمون انهم روادها وسادتها والجوهر الشريف المتبقي من تاريخها وهم يعرفون تاريخهم مثلما نعرف بالتفصيل المعلن والمخفي لتاريخ من يحاول الانتقاص من سادته الذين  تعرفهم المهنة ولسان حالهم يردد ما قاله المتنبي الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف  والرمح والقرطاس والقلم……  ولا نريد ان نزيد نؤجل الكلام  الان  فوقت المواجهة والمكاشفة   سياتي في حينها وتوقيتها وبالوثائق  لنكشف  للراي العام كل الاوراق…هنالك من الرواد من يغتالهم المرض والعوز ولم تصلهم المنحة المذلة ولم يصرف لهم دولارا واحدا  لعلاجهم من مليارات السوداني فهل يعلم دولة الرئيس بخافايا الامور ام ان ثقته مطلقة ببعض الاشخاص فيضعهم فوق الشبهات وفوق القانون…؟

واخيرا نقول ان الرواد تاج على راس الشرفاء ومرأة يخافها المرتزقة لانها تكشف عوراتهم وما اكثرها . ولذلك يسعون لتحطيمها والتخلص من تاريخهم البشع..! فهيهات منا الذلة كما قالها سيد الشهداء…. ونختم مقالنا بدعوة الرواد بل كل احرار المهنة  للتضامن ونذكرهم  بما قاله الامام علي بن ابي طالب (حين سكت اهل الحق عن الباطل   توهم اهل الباطل  انهم على حق) نعم لنتصدى لكل تعديلات قانونية خارج السياق الدستوري ولنعمل لاحباط مشروع الابقاء على  نقباء المهن مدى الحياة بدلا من دورتين فهذه بدعة وتكريس للدكتاتورية فحتى  الرئاسة الامريكية لاتسمح باكثر من دورتين خوفا  من عبادة الشخص وافساح المجال لدماء جديدة تمارس حقها في التبادل السلمي للسلطة. كلا لدكتاتورية النقابات وعبادة الاصنام …!