الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحلت ولكنك باق

بواسطة azzaman

نبض القلم

رحلت ولكنك باق

طالب سعدون

 

آه كم انا بحاجة اليك  .. تركتني وحيدا  ياوحيدي ..

لا اعتراض على القدر لكنه الم الفراق .. وهو لا يطاق ..

17 سنة  قاسية.. غابت الضحكة من القلب  والفرحة الحقيقية من الحياة .. ولم يعد هناك شيء يسر الخاطرويرضي الطموح  .

نعم ... اضحك .. ولكن قلبي يدمع فيسرق  الضحكة مني  ..

وضاع العمر..  

بين طفولة سُرق منها الحلم

و شيخوخة أضناها الالم

حالة  شديدة من  الصراع بين العقل والقلب   لا ازال اعيشها بعدك .. عقلي يعرف جيدا ان (  علي ) قد  رحل وقلبي لا يقتنع بما يدركه عقلي .. ولا توالي السنين وهو بعيد عني في المكان تقنعني برحيله ...  فلا صوته غاب صداه عن  اذني  ولا صورته الجميلة فارقت عيني .. ولا ضحكته التي كانت تسعد قلبي  وتنير حياتي انساها .. بل اعيش عليها ..

الحبيب يموت مرة .. والمحب يموت الف مرة ..

 رحلت وكل شيء منك  باق - والبقاء لله -  يسير معي و يكبر معي .. فلا ارثيك ولا ابكيك  .. أتعامل معك على انك  حي ترزق وانت كذلك عند الله  سبحانه وتعالى ..

 نتحسس جمال كلماتك  وروحك وادبك ورقي تعاملك ..

نعم .. رحلت ولكن لا اقول وداعا لانك اينما كنت فانت معي ..  في قلبي .. اناديك في مرضي والمي وحزني  ووحدتي فاقول اين انت ياعلي .. فتسقط دمعة دون ان ادري .. وكم تحرجني دمعتي امام محدثي  .

لا تزال حاضرا في اي لقاء  لي مع اصدقائك..  في الطفولة .. في بغداد او القاهرة .. أوفي المدرسة او العمل .. بذرت في قلوب من يعرفك خيرا  فاثمرت وفاء ومحبة ودعاء   .

ونحسب اننا  ( انا وامك وشروق وعلياء ) اجتزنا هذا الاختبار بما يرضي الله سبحانه وتعالى  رغم  الحزن ..  والدنيا دار ابتلاء ومحنة وليس فيها  اختبار اعظم من  ابتلاء الاب بموت ولده .. و عظم الجزاء مع عظم البلاء .. كما جاء في حديث لرسول الله محمد ( ص )

 (  ان العبد  اذا سبقت له من الله منزلة  لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده او في ماله او في ولده  )   صدق رسول الله ( ص ) .. وهذا تكريم كبير من الله للمبتلى  ليس اعظم منه تكريم اخر .

 والانبياء لم يستثنوا من البلاء  وكأنهم  خلقوا  له .. وفي رسول الله محمد ( ص )  درس لنا  بما  يجعله اسوة حسنة في ان يقول المبتلى ما يرضي الله بما ابتلاه به  .. فالحزن على فقد الابن ليس جزعا بقدر ما هو رقة قلب ( ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزنون ) .. وفي ذلك دلالة على  ان الانسان لا يتحكم بدمعه ولا حزنه  ( مصدرهما العين والقلب ) بقدر ما يتحكم  بلسانه  ..

عندما اكتب عن وحيدي  ( علي )   واتذكره دائما او يذكر امامي بما يحب  الاب ان يسمعه عن ابنه   وتسقط دمعة حرى او يعتصر الالم قلبي ليس جزعا  فلا اقول ولا يخرج من فمي الا ما يرضي الله .. الحمد لله .. 

إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي ، فأجرني فيها ، وأبدلني خيراً منها .

وكل عام وانت  يا علي حاضر بيننا وان غبت عنا كل هذه السنين .

كل عام  وذكراك  تتجذر اكثر في قلوبنا .. وتثمر  وتعطي اكثر  محبة ووفاء ..

وكل عام وشوقنا  يزداد اليك ..

 

      

كلام مفيد :

كم أحتاج من الدمع والصبر ..

وكم من المناسبات  تمر..                       

لكي أتيقن إنك رحلت ..؟..

فلا زلت أحلم ..

 وأحلم ..

 وأحلم ..

 و بعد طول انتظار تأكدت  ..

أن الأماني وهم

 ومع ذلك         

لازلت أحلم .....

 

 

 


مشاهدات 298
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2024/03/06 - 5:50 PM
آخر تحديث 2024/08/07 - 4:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 270 الشهر 3167 الكلي 9978711
الوقت الآن
الخميس 2024/8/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير