صحافة الورق .. على هامش الأسياد
حسين الذكر
(هكذا هي الحياة يوم ماض ويوم آت تدور ونحن معها ندور تقترب حينا وحين آخر تغور ) تلك سنن الاولين والأخرين ثابتة لم يظهر سماويا او تقنيا ما يغير تلك القواعد الازلية .. فمنذ او قبل طاليس ( انك لا تسبح في النهر الواحد مرتين ابدا .. اذ ان مياه جديدة تجري حولك ) .. ستبقى الحياة تجود بالتعاقب تمحو كل من يقف بطريقها .. مع هول الحقيقة الا ان الطاعة والايمان تخفف على الانسان مواجع زخم طابور انتظاره .
بدعوة كريمة من سعادة السفير( الصحافة ) الأستاذ سعد الرميحي عقد المركز القطري للصحافة جلسته الجديدة بحضور الصحفيين العرب المتواجدين لتغطية بطولة اسيا الدوحة 2023 .. محقق سبق فرصة التقاء الاجيال واستذكار المؤسسين الرواد اذ قدم الزملاء انفسهم بخبرة عقود جالوا وصالوا وجادوا بكل ما يستحق التقدير طوال تلك المدد المتعاقبة حيث خلفوا ارثا كبيرا عصي التجاوز ..
مجلة الصقر بما تعنيه كمطبوع ورقي يحمل عنوان إعلاميا رياضيا لكنه شكل قاعدة ثقافية واسعة بل متغلغلة باعماق أجيال مرت عليهم وخلقت منهم قادة في قطر والخليج والوطن العربي بمسؤولية جسيمة وفضل كبير لا يمكن تجاوزه بل ان متقلدي اوسمته ما زالوا يتغنون ولو( اطلاليا ) على ذلك الإرث الذي فيه يفتخرون .
تحدث الرميحي عن الجيلين ( الصقر ) و– وان جازت التسمية - السوشل ميديا .. وقد ظهرت علامات الحزن عليه معمقة مكحلة بالاعتزاز كلما مر على مفردة الصقر التي كانت صاحبة الريادة والتاسيس والانطلاق لمولود لا يخطئ الظن من يعتقد ان الانبثاقات اللاحقة مهما تعددت وتنوعت هي ما زالت تدين بالفضل الى الصقر الذين يتشرفون بانهم احفادها .
من ضمن ما طرح البحث عن كيفية حفظ هيبة الإرث وما بين الاحتفاء بالمولود الجديد ( الالكتروني ) .. مع ما يشكله من تحدي وربما تعدي في بعض جنباته على اهل الفكر وأصحاب القلم المديد والخدمات الجليلة .. لكنها حتمية التاريخ التي يجب ان لا نقف بوجه ريحها العاتية كي لا نقلع .. وما يحتم علينا من تواضع وانحناء ولو مصطنع وقتي حتى نهاية من تزيل العاصفة بهوجائها ونركب خيلها لاحقا لنحلق من جديد .هكذا طرحت فكرتي حينما أتيح لي شرف الكلام امام قامات الحضور وهيبة الحفل الكريم .. مضيفا : ان عجلة الزمان لا تدور الى الخلف ابدا ... مقترحا بذات الوقت ولتخفيف شدة وطيء الاعتراف بحقيقة تلك الزمانية الموجعة بان يكون جزء من المركز القطري (مركز بحثي) بكل ما تعني الكلمة يضم اليه اهل التراث الفكري والترف التقني للوصول الى حلول انجع تحيل هذه الطفرة الى مجرد عملية مزاوجة وتواصل بين الأجيال .طرح موت الصحافة الورقية على هامش الحفل مع انه - تقليدي – الا انه ضروري جدا فقد اصبح هاجس انتهاء عهد الصحافة الورقية مشكلة تارق اهل القلم بعد ان طفى عليهم اهل التواصل بطغيان واضح واحيانا ناكرا للجميل وناسفا للتاريخ .. ليس بواقعية حتمية بل بفهم مغلوط من قبل بعض شباب التواصل وكذا القيادات التي تريد التخلي عن ذلك الإرث جملة وتفصيلا حد القبر .سعد الرميحي بما عرف عنه من تاريخ امتد لعقود بخدمة الصحافة الخليجية والعربية .. وبما يدين له اهل الصحافة والثقافة الرياضية العرب باعتراف الفضل شعرت كانه يبكي في دواخله العاشقة للورق حد الارتباط الروحي .. فيما بدى الشيح حمد بن عبد العزيز محاولا توسيط المقبض بين جيلين حينما تحدث عن فضل اهل التاريخ والارث والقلم مع شد العزم والحث على التالق لجيل الشباب والتواصل . في جانب من مداخلتي اشرت الى حقيقة مرة : ( ان الصحافة الورقية ولدت بابتكار تقني وماتت بابتكار تقني وعملية احياؤها تعد من المعجزات التقنية أيضا ) .. لكن علينا ان نحاول جعلها هوية رسمية .... صحيح انها لم تعد ملفا خبريا للنشر بقدر ما تمثله من عملية امتخاض راي ينبغي ان يقدم لاصحاب القرار والنخب للنهوض بثقافة ووعي الصحافة وللاشراف على عملية تحليق السوشل ميديا بافق منظور يعي المصالح العليا ويحافظ عليها بشرف المهنية والأخلاقية قبل أي اختيال واختلال آخر .