أناماكبث ضمن الموسم البنفسجي للفرقة الوطنية
مسرحية مشاكسة معاصرة فيها إسقاط لفلسفة الدم
بغداد - ياسين ياس
ضمن اعمال موسمها البنفسجي لهذا العام، قدمت الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح مسرحية (انا.. ماكبث) على خشبة مسرح الرشيد وبحضور جمهور نخبوي مميز، المسرحية تأليف منير راضي، وسينوغرافيا واخراج طلال هادي، وتمثيل ايمان عبدالحسن، وطلال هادي، وزمن علي، وحميد عباس، واحمد محمد صالح، وتبارك طلال، وفيروز طلال، وداليا طلال، وعدي عباس، وتراث جميل، ومهدي نجم، واحمد ابراهيم، والاشراف العام المدير العام لدائرة السينما والمسرح احمد حسن موسى، ثيمة المسرحية تحمل صور لشخصيات شكسبيرية تاريخية تتخللها بعض صور سفاحي العصر .
وقال مدير عام دائرة السينما والمسرح(يتميز موسمنا هذا العام ليس فقط بالتعدد الجيلي للمشتغلين والمتصلين للفعل المسرحي بل ايضا امتاز بالتنوع الفكري والجمالي اذ جاء من مدارس فنية وفكرية مختلفة، فاسحا المجال لنا وللجمهور المتعطش للمسرح ان يشاهد عروضا وافكارا ورؤى مغايرة ومميزة).
واشار المخرج طلال هادي الى ان (واجبنا ان نصنع الاجيال واليوم اقدم (الساحرات) هدية للمسرح العراقي الاصيل، في اشارة الى بناته الثلاث الممثلات بدور الساحرات وهي مهداة إلى أرواح كل من فقدناهم من الفنانين). واضاف (المسرحية من تأليف منير راضي ومن اخراجي،وهي من المسرحيات العالمية بكل المقاييس النصية المتعارف عليها في العالم)، واكد(ان هذه المسرحية لو كان كاتبها غير عراقي لتم التطبيل له في مختلف الدول، لكن مع الأسف ان المواهب العراقية لاتستطيع إبراز قدرتها في العراق، على الرغم من الاحتفاء بها في الخارج وفوزهم بجوائز المهرجانات العربية والدولية)، وتابع(هذه المسرحية اقولها بلا خجل والكثيرون قالوها،في كل الجلسات الا انهم لم يصرحوابها في العلن، وتستحق ان تعرض في أرقى المسارح العالمية،وها انا اليوم أخوض غمار التحدي لهذا النص المشاكس بكل شيءمتمنيا ان اخرج هذا النص من الورق على المسرح بابهى حلة ممكنة من خلال ممثلين جيدين وكادر يعرف ماذا يريد من العمل المسرحي).
إيقاع لذيذ
اما مؤلف العمل منير راضي فقال: مسرحية (انا ماكبث) مشاكسة معاصرة فيها سحر وايقاع لذيذ وهي بالتالي اسقاط لفلسفة الدم والقتل والكرسي والخباثة والدسيسة وضياع النيل والقيم الشامخة).
وعن المسرحية تحدث الفنان والاكاديمي عقيل مهدي قائلا(العمل تكون من تخطيط حواري، ماخوذ من مسرحيات شكسبير وأهمها، لير ،وماكبث،وبعض الحوارات الافتراضية وكلها وضعها المؤلف منير راضي، واما طلال هادي وضع الرؤية فيها نوع من السخرية بساحرات في ماكبث،ووضع ديكورمبسط بلون ابيض،وازياء للممثلين حمراء، ووضع صغار القامة لكي يكمل الطرافة في حركاتهم، واشكالهم وحجومهم وهو يريد أن يبين انه ينظر إلى شكسبير من خلال مقتل (دلكان) الملك الذي كان في بيت ماكبث،الجريمة التي حصلت بموت (دلكان ) وهو ضيف من المفترض ان يقام ظرف من الاحترام.. واستطاع المخرج ان يظهر العالم مابعد الموت،لمحكمة شكسبير وكأنه روج لمثل مواقف ماكبث،لكنه كان يفضح هذه المواقف المنحرفة وغير انسانية،كان العمل مثير للتمتع ،هذه الحوارات وتجاذباتها الافتراضية.. كادر المسرحية مثل بشكل راقي، الساحرات طلب منهن ان يكن على شكل من التهكم والسخرية، والطفولة وهن مجنحات باجنحة واجسام ضخمة تستهوي مسرح الطفولة)...