حين تُحكَم الأوطان بالضرائب
انتظار العظيمي
الشعب لا يريدك، لأنك أثقلت الدولة بديون لم يشهد لها تاريخها مثيلًا، ورهنت حاضرها ومستقبل أجيالها القادمة. لا يريدك لأنك عاقبت الموظف في لقمة عيشه، فخفضت راتبه أو جمّدته، بينما تتزايد الأعباء والأسعار بلا رقيب ولا رحمة. لا يريدك لأنك حمّلت المواطن فوق طاقته، وجعلت من الضرائب سيفًا مسلطًا على كل تفاصيل حياته.
في زمنك، لم يعد المواطن قادرًا على العيش بكرامة. ضريبة على الدخل، وضريبة على الاستهلاك، وضريبة على الخدمات، حتى الهواء كاد أن يُفرض عليه رسم. تحوّل الوطن إلى بلد ضرائب، لا بلد فرص، وأصبح المواطن يعمل فقط ليسدد ما عليه، لا ليحلم أو يبني أو يطمئن على الغد.
لم تكن الضرائب وسيلة إصلاح، بل كانت عقابًا جماعيًا لشعب لم يكن شريكًا في القرار، ولم يُستشر في السياسات التي أفقرت جيوبه. بدلاً من محاربة الفساد، حورب المواطن. وبدلاً من ترشيد الإنفاق، استُنزفت الطبقة الوسطى حتى كادت تختفي.
إن استمرارك لم يعد حلًا، بل بات جزءًا من الأزمة. والتمسك بالسلطة في ظل هذا الفشل ليس شجاعة، بل تجاهل لإرادة الناس ومعاناتهم. ارحل غير مأسوف عليك، واترك الساحة لمن هو أهل لها، لمن يفهم أن الحكم مسؤولية لا غنيمة، وأن الشعب ليس رقمًا في موازنة، بل هو أساس الدولة وغايتها.
لقد قال الشعب كلمته، ومن لا يسمع صوت الناس اليوم، سيسمع صدى غضبهم غدًا