إجماع على مواجهة السلاح المنفلت ويونامي ترحّب بفتح تحقيق مشترك

إستهداف حقل كورمور يفجّر إدانات واسعة وسط مطالبات بمحاسبة الجناة

بغداد - قصي منذر

أربيل - فريد حسن

فجّر الهجوم الذي استهدف حقل كورمور الغازي في السليمانية، موجة ادانات واسعة من الحكومة العراقية والأمم المتحدة والولايات المتحدة وقيادات في بغداد وإقليم كردستان، فيما حذّرت الأطراف الدولية من تداعيات خطيرة على الاستقرار الاقتصادي وأمن الطاقة في العراق وكردستان. وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان في تصريح أمس إن (نتائج التحقيق في استهداف حقل كورمور ستظهر خلال 72 ساعة)، وأضاف عن (اللجنة التحقيقية وصلت الى السيمانية، وتجري بحثاً ميدانياً في حقل كورمور). ووصلت لجنة التحقيق الخاصة باستهداف حقل كورمور الى موقع الحادث، للتحقيق في ملابسات الهجمات التي وقعت على حقل كورمور. وتداولت مواقع التواصل أمس (صوراً يظهر فيها وزير الداخلية عبد الأمير الشمري ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، فضلا عن وزير داخلية حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد). وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال محمد شياع السوداني، قد اوعز بتشكيل لجنة تحقيقية عليا برئاسة وزير الداخلية وعضوية رئيس جهاز المخابرات ووزير داخلية الإقليم، وبإسناد من التحالف الدولي، للتحقيق في الاعتداء وكشف الجهات المتورطة ومحاسبتها. وتعهدت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس إن (الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات بنيل جزاءها العادل)، وأضاف البيان إن (الاستهداف الذي وقع، أدى إلى احتراق أحد الخزانات الرئيسة دون خسائر بشرية، لكنه خلّف أضراراً مباشرة على منظومة الكهرباء في أربيل والسليمانية)، مؤكداً إن (العمل إرهابي يستهدف إرباك الاستقرار الأمني والاقتصادي). ودانت بعثة الأمم المتحدة (يونامي) الاستهداف بـأشد العبارات. وحذرت في بيان تلقته (الزمان) أمس من إن (الهجوم لا يقتصر على الإضرار بالبنية الاقتصادية للإقليم والعراق، بل يرسل رسائل خطيرة ضد النظام الفيدرالي)، وطالبت بـ(اتخاذ تدابير عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات)، ورحب البيان (بتشكيل لجنة التحقيق المشتركة). بينما جددت الولايات المتحدة إدانتها للهجوم. ووصف بيان للسفارة الامريكية لدى العراق امس (العمل بالإرهابي، الذي نفذته جهات خبيثة لاستهداف الاستثمارات الأمريكية وزعزعة العراق). داعياً إلى (اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المنفذين)، وأكد البيان (استعداد واشنطن لتقديم الدعم لحماية البنى التحتية الحيوية وتشديد السيطرة على السلاح خارج الدولة). في غضون ذلك، عد الإطار التنسيقي في بيان أمس (الاعتداء تهديداً لأمن العراق واقتصاده واستقراره)، معلناً (دعمه للجنة التحقيق الحكومية)، مشدداً على (ضرورة التعامل مع الهجوم بوصفه تهديداً وطنياً لا يقبل التسييس)، ودعا البيان إلى (حماية المنشآت الحيوية واجب الدولة ومؤسساتها الأمنية). كما أدانت رئاسة الجمهورية الهجوم. ووصف الرئاسة في بيانها أمس بإنه (محاولة يائسة لضرب الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى)، مشدداً على (ضرورة وحدة الصف الوطني في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار). وفي اربيل، استنكر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني الهجوم. وأوضح البارزاني في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الهجوم يعد تهديداً مباشراً لأمن البلاد واقتصادها)، داعياً الحكومة الاتحادية إلى (اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار هذه الاعتداءات ومحاسبة المنفذين). من جانبه، شدد رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني في بيان أمس على إن (الجناة يجب ألا يُسمح لهم بتكرار هذه الجرائم أو الإفلات منها كما حدث سابقاً). ودعا امين عام عصائب اهل الحق قيس الخزعلي إلى فتح تحقيق مهني وشامل يكشف الجهات المتورطة ويضع النتائج أمام الرأي العام. وحذر الخزعلي في بيان أمس من إن (تكرار الهجمات يؤكد حاجة العراق إلى امتلاك قراره السيادي الكامل في حماية المنشآت الحيوية بعيداً عن الابتزاز والصراعات). بدوره، عدّ رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني الهجوم بغير المقبول. وأكد في بيان أمس إن (الرد عليه سيكون موحداً وقوياً، وإن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط لإنهاء الفوضى وحماية المواطنين). في وقت، دان التيار الديمقراطي العراقي الاستهداف. ورأى التيار الديمقراطي في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الاعتداء يكشف خطورة السلاح المنفلت ويهدد مصالح العراق الاستراتيجية)، داعياً الحكومة إلى (ملاحقة الفاعلين وفرض هيبة الدولة ومنع أي اعتداءات مستقبلية على المنشآت النفطية والغازية). وأعلنت شركة دانة غاز الإماراتية في وقت سابق، إن الحقل تعرض لهجوم صاروخي أدى إلى احتراق أحد خزانات الغاز المسال، قبل السيطرة على الحريق دون إصابات بشرية. وجددت الشركة تأكيدها في بيان أمس (استمرار العمل في الحقل رغم الأضرار، وإن الإمدادات توقفت بشكل مؤقت لحين إكمال التقويم الفني). وتعرض حقل غاز كورمور في قضاء جمجمال، الأربعاء الماضي، لهجوم بطائرات مسيرة، أدى إلى اندلاع حريق في أحد الحقول، دون تسجيل أي إصابات بشرية، بينما تكبد الحقل أضرارًا مادية، وفقا لمصادر امنية. وأسفر الحادث عن توقف إمدادات الغاز لمحطات توليد الكهرباء، بحسب وزارتي الموارد الطبيعية والكهرباء في إقليم كردستان. ويأتي الهجوم بعد أيام من اقتراب طائرات مسيرة مجهولة من المنطقة.