الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا يُعتبر عمر السبعين عاماً إبداعياً ؟

بواسطة azzaman

لماذا يُعتبر عمر السبعين عاماً إبداعياً ؟

شاكر عبد موسى

 

يُعد عمر السبعين عامًا من أكثر الفترات ازدهارًا وإبداعًا في حياة الإنسان لأسباب متعددة ترتبط بالنضج الشخصي، التراكم المعرفي، وتعزيز الروابط مع الأجيال المختلفة. فكل مرحلة في حياة الإنسان تحمل ميزاتها الخاصة، إلا أن هذه المرحلة تحديدًا تبرز كفرصة ذهبية لاستثمار الخبرة والحكمة بأساليب مبتكرة.

أولاً : مع بلوغ السبعين، يكون الفرد قد مرّ بتجارب حياتية متنوعة شكّلت لديه مخزونًا كبيرًا من المعرفة والإدراك. هذا التراكم يتيح للفرد النظر إلى الأمور بمنظور شامل ومغاير، ما يجعله قادرًا على توليد أفكار جديدة وإيجاد حلول مبتكرة. كما أن النضج الفكري المتحقق في هذا العمر يمنحه القدرة على استكشاف أبعاد فكرية أعمق دون رهبة من الفشل أو التحديات.

إضافة إلى ذلك، تنشأ في هذا العمر رغبة متزايدة في ترك بصمة واضحة تُخلّد الذكرى للأجيال المقبلة. هذا الوعي بالإرث الشخصي يدفع نحو الأعمال المبدعة التي تترك أثرًا إيجابيًا، سواء من خلال الفن، الأدب، المشاريع الاجتماعية أو المبادرات المؤثرة.

إن هذا السعي للإنجاز يُثري الروح ويحافظ على حيوية الذهن، ما يُفضي إلى مُنجزات إبداعية تستهدف تحسين جودة الحياة للآخرين.

ثانياً : على صعيد آخر، يشهد هذا العمر تطورًا ملحوظًا في ديناميكية العلاقات الاجتماعية. إذ يصبح الفرد أكثر انفتاحًا على التواصل مع الأجيال الشابة، ما يفتح أبوابًا للحوار وتبادل الأفكار. هذا التفاعل مع شباب يحملون رؤى وأفكار متجددة يُحفّز الخيال ويُثرِي التفكير بخبرات وأبعاد جديدة. كذلك، يُعتبر تمكين هذه الروابط وسيلة لإيجاد الإلهام المتبادل والابتكار المشترك.

ثالثاً : ولا يتوقف الأمر عند ذلك, بل يمنح هذا العمر فرصة ذهبية للتعبير عن الذات بوسائل مختلفة تتناسب مع الفرد واهتماماته. سواء عبر الكتابة أو التكنولوجيا أو الفنون، يُمكن للمكتسبات والخبرات السابقة أن تُوظَّف في أشكال رائعة من الإبداع. هذه الجهود الإبداعية لا تضيف فقط إلى شخصية الفرد بل تُلهم الآخرين وتُعلمهم كيف يمكن للتجارب الحياتية أن تتحول إلى أدوات للتميز والإبداع.

ختامًا، سن السبعين ليس مجرد محطة زمنية عابرة، بل هو بداية لمغامرة جديدة تستكشف فيها الإمكانيات الكامنة داخل كل فرد. ومع ما يتمتع به من إرث معرفي كبير، وشغف لإنجاز قيمة مضافة للمجتمع، واستعداد لاحتضان أفكار جديدة، يُمكن اعتبار هذه المرحلة فصلًا مُثمرًا يثبت أن الإبداع لا يرتبط بعمر معين، بل هو بوابة مفتوحة لآفاق غير محدودة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

 

 

 

 

 


مشاهدات 51
الكاتب شاكر عبد موسى
أضيف 2025/11/25 - 3:39 PM
آخر تحديث 2025/11/26 - 1:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 72 الشهر 18766 الكلي 12680269
الوقت الآن
الأربعاء 2025/11/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير