قصة حذاء

محمد علي شاحوذ

لديَ شغف لا يقاوم في متابعة عالم الأحذية (أجلكم الله), وقد لا ابالغ في القول أن أحد نقاط ضعفي هي أنني لا استطيع رؤية حذاء محترم دون ان أخوض في تفاصيله خاصة الرسمية منها مثل أحذية (أوكسفورد, وديربي ), والتي تتميز بتصميم أنيق وعصري, وبسبب ضيق الوقت, فإني أدخل مواقع التواصل أحيانا فقط من أجل البحث عن جديدها, ولكن هذه الطريقة لها مساوئها فالحذاء الذي تسمع عنه من خلال الاعلانات في مواقع التواصل غير الحذاء الذي يصلك في الواقع !!.

 وقبل أيام وقعت عيناي على عرض ممول يروج لحذاء جلد بمواصفات حلوة, اذ يؤكد الاعلان أنه حذاء أصيل بجلد طبيعي مؤكد, وهو يناسب كل الاوقات والمناسبات لمرونته العالية, كما أنه يمتلك سجلا نظيفا اذ لا يتسبب برائحة كريهة, أو عفونة في الأقدام ( كما يقول الاعلان), وقد بدا لي من خلال الصور أنه حذاء محترم وتمنيت أن لا يكون مغشوشا, وبرغم ثمنه الباهظ, وجدت نفسي متحمسا لاقتنائه, ودونما تردد ضغطت على زر الحجز تاركا رقم ( جوالي) وعنواني, ومقاس قدمي ال (42), واللون الذي أرغب.

وبعد يومين وصلني الطلب مع المندوب, وبعد أن دفعت له الثمن وانصرف, فتحت العلبة لأتفاجأ بوجود فردتي حذاء غير متماثلتين, فاليمنى بقياس (42) بينما الشمال (41 )!!, كما أن مواصفات الحذاء غير مطابقة لتلك التي في الاعلان, وبعد أن استوعبت المفاجئة غير السارة, اتصلت مباشرة بالمندوب الذي عاد واسترجع الحذاء, معللا ان الخطأ من المصدر ووعد بإصلاح الأمر سريعا.

وبعد مضي 24 ساعة اتصل المندوب مجددا ليبلغني أنه عند باب البيت, وعلي الخروج لتسلم الحذاء الموعود بعد إصلاح الخطأ, وما كان مني الا أن دفعت أجرة التوصيل مجددا, وهنا قررت أن أعاين الحذاء بحضوره, لأتفاجأ بوجود نفس الخطأ ولكن بصورة مقلوبة, اذ الفردة الشمال بقياس (42) واليمنى ( 41 )!!!.

عندها جاء في بالي أنني أمام احتمالين لا ثالث لهما فأما أن يكون العيب في قدمي وهي بحجمين مختلفين, وأما العيب في الحذاء, لكن الأكيد أنه تم خداعي مجددا بنفس الحذاء !!!.