بحضور نجوم وصنّاع السينما العربية والعالمية
مهرجان القاهرة الدولي يواصل فعّالياته
القاهرة - سعد المسعودي
تتواصل فعاليات الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي افتتح بحفل مميز أقيم في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور نخبة من نجوم وصُنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم.
وافتتح حفل الافتتاح رئيس المهرجان السينمائي الدولي حسين فهمي، الذي رحب بضيوف المهرجان وقال “ إنّ مصر، بلد الفن والثقافة والتاريخ، تعيد اليوم صياغة حاضرها بخطوات أبنائها وجهودهم المخلصة، تلك الجهود التي تمنحنا جميعًا مشاعر صادقة بالفخر والسعادة والانتماء. إنّ مصر لم تنسَ يومًا أن تدعم أشقاءها، ولم تتخلَّ أبدًا عن واجبها الإنساني، ويظهر ذلك اليوم في دعمها لإخوتنا في السودان ولبنان، وفي تمسّكها التاريخي بالقضية الفلسطينية، حتى تُوِّجت جهودها باتفاقية شرم الشيخ لوقف العدوان على غزة )وأكّد فهمي: «إنّ مصر دائمًا قادرة على صنع المعجزات، وقادرة بإرادتها وعملها أن تصنع لحظاتٍ استثنائية، لحظاتٍ سينمائيةً خالدةً في قصتنا… قصة سيدة البهاء، أم الدنيا مصر، التي تبدأ اليوم عصر النهضة؛ عصرًا جديدًا من الإبداع والنجاح والإنجاز، عصرًا بكم أنتم، عصرًا تكون فيه السينما جزءًا من مشروع وطنٍ ينهض بثقافته، وفنونه، وأحلامه». ودعا بعدها وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو لإعلان افتتاح الدورة السادسة والأربعين، الذي بدأ كلمته بالترحيب بالحاضرين من نجومَ ومبدعي الفن السابع، قائلا: «يتجدد اللقاء بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث نحن اليوم في حضرة كاميرا السينما الساحرة، تلك الكاميرا التي تجعلنا ندخل عوالمَ كثيرة، وتمنحنا القدرة على أن نحيا ألفَ حياة. هي الساحرة التي تجمعنا وتوحدنا، توثّق وتُبدع مشاهدَ لا ينساها التاريخ وأشار إلى أن «هناك آلاف القصص الواقعية تستحق أن تُرى وتُروى، وملايين الحكايات الإنسانية تنبض من قلب المعاناة في غزة، ومن رحم الأمل في أفريقيا، ومن الشرق والغرب، حيث تتقاطع المآسي بالأحلام، وتولد من الوجع، والألم، والخوف، والسعادة، والأمل، حكاياتٌ تُعيد للإنسان معناه، وللحياة صوتَها. كلها تتجسد عبر عدسات السينما،
ذلك الفن الذي عشنا معه وعاش معنا، فصار مرآةً لروح الأمة وذاكرتِها، وجسرًا يصل بين شعوب الأرض بلغةٍ واحدة، هي لغةُ الجمال والإنسانية». واختتم هنو كلمته، قائلا: «اليوم، من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من قلب التاريخ والحضارة، ندعوكم أن تبحروا في عوالم السينما، أن تُعيدوا اكتشاف الإنسان فينا، وأن تجعلوا من الفن وعدًا جديدًا بالسلام، والحياة، والجمال. فالفن الحقيقي لا يُعرض على شاشةٍ فحسب، بل يُعرض في ضمير الإنسانية كلِّها».
ووعد وزير الثقافة ضيوف المهرجان بنسخة استثنائية من مهرجان مصر السينمائي العريق والمتجدد، مؤكدا أنها ستصبح نسخة تُعلي من شأن «الإنسان»، وتضعه في قلب القضية، من خلال أفلامٍ تحكي عن همومه وأحلامه،
وتؤكد دورَ السينما كطريقٍ للحرية والارتقاء الإنساني،
وتجسد رسالةَ مصر كمنارةٍ للإبداع والتنوير. ثم أعلن وزير الثقافة انطلاق الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. واستعرض فهمي أسماء عدد من الأفلام التي تم ترميمها مثل: وشدد فهمي قائلًا: «نواصل في مبادرتنا تلك ترميم ما يقارب 1400 فيلمٍ مصري، حفاظًا على تراثنا الفني وإنتاجنا العظيم». ثم قدم فهمي مقطع فيديو مؤثر تَضمَّن لقطات لأبرز الفنانين الراحلين الذين فقدتهم الساحة الفنية خلال هذا العام، من بينهم: الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، الفنان الكبير لطفي لبيب، سليمان عيد، مدير التصوير تيمور تيمور، المخرج سامح عبد العزيز، وأخيرا السيناريست أحمد عبد الله. وأكد بعدها فهمي أن «وجود صناعة سينما عريقة مثل السينما المصرية يتطلّب دعمًا كبيرًا من مؤسسات الدولة، لذا أودّ أن أوجّه التحية إلى كلٍّ من: وزارة الثقافة، ووزارة الخارجية، ووزارة الداخلية، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الشباب والرياضة، وهيئة تنشيط السياحة، ومحافظة القاهرة، وإلى جميع مؤسسات الدولة التي نُقدّر دعمها الصادق وإيمانها العميق بقيمة السينما ودورها
وأضافت أن السينما جزء من روح الوطن، ومن الطبيعي أن تكون في قلب هذه النهضة، فالعالم يشهد تغيرا متسارعًا، وأصبحت التكنولوجيا جزءا أساسيا من الحكاية، غير أن للسينما المصرية طابعها الخاص الذي يميزها دائما، فهي ليست مجرد صناعة بل وجدانٌ وحلمٌ وذاكرةُ وطن يثبت كل يوم قدرته على الحياة والإبداع وعلى أن يضيء العالم من جديد. وبعد تقديم برومو يستعرض عددا من الأفلام التي يقدمها المهرجان في مختلف مسابقاته وبرامجه قامت الإعلامية جاسمين طه زكي بتقديم لجان التحكيم الخاصة بالمسابقات الرسمية للمهرجان، إذ يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرج والسيناريست التركي نوري بيلجي جيلان، وتضم في عضويتها كلا من بسمة ممثلة (مصر)، بوجدان موريسانو، كاتب ومخرج ومنتج (رومانيا)، جوان هو، مخرج (الصين)، نادين خان، مخرجة (مصر)، سيمونا باجي، مونتيرة (إيطاليا)، وليلى بوزيد مخرجة (تونس).
أما لجنة تحكيم آفاق السينما العربية فتضم عبد السلام موسى، مدير تصوير (مصر)، نادية دريستي، عضو مجلس إدارة مهرجان لوكارنو (سويسرا)، وكريم أيتونة، منتج (المغرب). وتتكوّن لجنة تحكيم
سبوع النقاد من سلمى أبو ضيف، ممثلة (مصر)، إيلي داغر، مخرج وكاتب (لبنان)، وكلير جاديا، منتجة (فرنسا).
كما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة كلًّا من بوم بونسير مفيتشا، مخرجة (تايلاند)، تارا عماد، ممثلة (مصر)، وأنس سارين، مخرج وكاتب (سويسرا)، بينما تشكّلت لجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم وثائقي من جولي بيرجيرون، منتجة (فرنسا)، بسام مرتضى، مخرج ومنتج (مصر)، وعلا سلامة، المديرة التنفيذية لمؤسسة فيلم لاب فلسطين (فلسطين). ثم تم تكريم المخرج والسيناريست التركي الكبير نوري بيلجي جيلان، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، الذي قام وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو بتسليمه جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وفي كلمته عبّر جيلان عن فخره بوجوده في القاهرة وكرئيس للجنة التحكيم، ثم قام بتقديم زملائه في لجنة تحكيم المسابقة الدولية وهم: الممثلة بسمة (مصر)، المخرج بوجدان موريسانو (رومانيا)، المخرج جوان هو (الصين)، للمخرجالمخرجة نادين خان (مصر)، المونتيرة سيمونا باجي (إيطاليا)، والمخرجة ليلى بوزيد (تونس). بعدها أعلن الفنان حسين فهمي تكريم النجم خالد النبوي بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز. الذي وجه في كلمته الشكر لمصر ولإدارة المهرجان ولوزير الثقافة وللفنان حسين فهمي وللحضور وللجمهور، وأهدى تكريمه لروح والده ووالدته، ولزوجته منى المغربي، ولأبنائه كريم ونور وزياد، وأستاذته في أكاديمية الفنون، ولزملائه من الفنانين الذين عمل معهم. والذين سبقوه في المشوار.
كما قدم النبوي الشكر لعمال السينما المصرية والجمهور الذي شاهد أفلامه، وأسطورة السينما المصرية يوسف شاهين، والمخرج صلاح أبو سيف، ثم المخرج محمد عبد العزيز الذي أهداه أول دور في حياته في السينما في فيلم «ليلة عسل». وأخيرا أهدى خالد النبوي تكريمه إلى الشعب الفلسطيني. وبعدها أعلن الفنان حسين فهمي عن تكريم المخرج الكبير محمد عبد العزيز بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر تقديرا لمسيرته السينمائية الحافلة بالعطاء، وقام بتسليمه الجائزة وزير الثقافة ورئيس المهرجان. وعبر محمد عبد العزيز في كلمته عن سعادته بهذا التكريم، مؤكدا أنها سيتذكر هذا التكريم المهم بعد رحلة طويلة في السينما والمسرح والتليفزيون، وقام بشكر وزير الثقافة والفنان حسين فهمي. وأكد عبد العزيز لشباب السينمائيين وأبنائه في معهد السينما أن السينما كلما أعطيتها فإنها تعطيك في المقابل أضعاف ما تعطيه لها، وفي الختام تم عرض فيلم الافتتاح، وهو الفيلم البرازيلي «المسار الأزرق».