الطلاب الأكثر كفاءة وأحلامهم المحبطة
علي ضياء الدين
في كل عام وفي مثل هذا الوقت أو قبله بأيام يقف آلاف الطلبة أمام لحظات مصيرهم الدراسي وهم ينتظرون نتائج قبولهم في الكليات التي واصلوا المذاكرة ليلاً ونهاراً على مدى سنة كاملة من أجل الحصول على المعدل الذي يؤهلهم اليها. لكنهم عادة ما يكونون على موعد مع زملاء لهم يستحوذون على استحقاقاتهم بدون وجه حق عن طريق « هبة « عجيبة غريبة ولا مثيل لها في العالم تتمثل بإضافة درجات على معدلاتهم تمنحها لهم المؤسسات الحكومية تحت تسميات متعددة وهي بهذا تسلب استحقاق الأكثر كفاءة من الطلاب لتمنحه الى الأقل كفاءة منهم وفي هذا انتهاك لمبدأ العدالة وكذلك لمبدأ تكافؤ الفرص وفيه تمييز صريح لا يجوز أن تنهجه دولة ينص دستورها وهو القانون الأعلى على المساواة بين المواطنين. يجب أن نتخلص من هذه البدعة ومن غيرها مما ورثناه من النظام السابق وفيه اساءة الى المعايير العلمية التي بموجبها يحتل كل فرد مكانه الذي يستحقه بجهوده وكفاءته فقط وليس عبر «هبات» تمنح أحياناً لأهداف تصب في مصلحة شريحة دون سواها وتلحق الضرر بغيرها. يمكن لمؤسسات الدولة أن تمنح ما تشاء من هبات وعطايا لمن تعتقد أنهم يستحقونها لكن ليس على حساب شريحة أخرى ونحن هنا نتحدث عن شريحة الطلبة. كل عام ونحن نرى آلاف الطلبة يواجهون أحلامهم في الحصول على الكليات التي تؤهلهم معدلاتهم لها وقد تحطمت أمام أعينهم بدون تقصير منهم وفي هذا ظلم صريح لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة مهما بدت في ظاهرها مقبولة ولا غبار عليها. ستكون خطوة مباركة لو تدخل القضاء العراقي في هذا المسار وأفتى بما يحقق العدل والانصاف لشريحة الطلاب الأكثر كفاءة نزولاً عند مبدأ دستوري لا يجوز تجاوزه وهذا ما نعهده ونتأمله.