الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أين نحن من أخلاق الإسلام؟

بواسطة azzaman

أين نحن من أخلاق الإسلام؟

وليد عبدالحسين جبر

 

ينقل عالم الاجتماع العراقي الشهير علي الوردي في كتابه القيّم «أسطورة الأدب الرفيع» حكاية شكوى أحد المسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أحد الشعراء الذي كتب قصيدة في ذمه وذم قبيلته، قال فيها:

قبيلته لا يفخرون بذمة

        ولا يظلمون الناس حبة خردل

ولا يردون الماء إلا عشية.

       إذا صدر الورّاد عن كلّ منهل

فقال له عمر بعد أن أكمل شكواه:

«ليت آل الخطاب كذلك، فما أرى بهذا بأسا»

فيعقب علي الوردي على هذه الرواية بأن سبب رؤية الخليفة عمر لعدم وجود إساءة في الشعر كونه نظر إليها بمنظار القيم الإسلامية التي تبغض الظلم وتمتدح عدم الإساءة للآخرين، أما الرجل الشاكي فلا زال ينظر للأمر بمنظار القيم البدوية التي ترى عدم الظلم ضعفًا وتحتقر الضعيف الذي لا ينازع الناس على شرب الماء أولًا، ويتقدم عليه غيره في مواقف من هذا القبيل.

ولعمري وأنا أشاهد كثيرًا من الأشخاص الذين يعلقون على كثير من أحاديثي ومنشوراتي في مواقع التواصل الاجتماعي ويرون أن آرائي فيها مخالفة لمذهب التشيع، ورغم ادعائهم اتباع هذا المذهب الإسلامي الأصيل، إلا أنني أراهم ينظرون للأمور بمنظار القيم البدوية على حد تعبير الوردي، فلا يصدر منهم رأي أو نقاش علمي أو سند شرعي، بل يكتبون إساءات فضيعة وسبًا وشتمًا وتكفيرًا، ولا أدري كيف لهم أن يجمعوا بين هذه الأخلاق البذيئة وبين اتباع مذهب أمير المؤمنين عليه السلام القائل: «إني أكره لكم أن تكونوا سبابين»، فهل نتبع مذهب أمير المؤمنين كي نتخلص من بعض الحقوق الزوجية ولا نتبعه في الأخلاق والسلوك والمنهج؟ إنه نفاق واضح يثبت لنا أن من يعترض على كثير من آرائنا لا علاقة لهم بمنهج الإسلام والتشيع، بل هم تجار يتعاملون مع الأمور وفق منهج الربح والخسارة وانتقاء الآراء التي تخدمهم والإساءة لأصحاب الآراء الذين يشعرون أنهم سيخسرون بضاعتهم بسببهم، إنهم يتاجرون بدين الله ولا يتبعونه أبدًا.

 

 


مشاهدات 36
الكاتب وليد عبدالحسين جبر
أضيف 2025/11/01 - 1:41 AM
آخر تحديث 2025/11/01 - 9:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 247 الشهر 247 الكلي 12361750
الوقت الآن
السبت 2025/11/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير