الرُقي في الحوار
محمد بهجت
الحوار هو فن يعكس الاحترام واللباقة، ويقوم على مجموعة من المبادئ التي تجعل التواصل أكثر فعالية وجمالًا ، اذ يعد الحوار الإيجابي والبناء مطلب ضروري وهام علينا أن نتحلى به لكي نتمكن من تطبيق أدبيات الحوار على أرض الواقع ويكون أسلوب حياة ، فهو أرقى وسائل التواصل بين البشر، اذ إن أساس الحوار تلاقح الأفكار فهناك رأي صائب يحتمل الخطأ ورأي آخر خاطئ يحتمل الصواب ، وهنا اقتبس مقولة فولتير الشهيرة «قد أختلف معك في الرأي، ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك»، ليست مجرد حكمة فحسب، بل هي تعبير صارخ عن ضرورةٍ الإيمان بحق كل إنسان في التعبير عن افكاره دون خوف، حتى تلك التي تُثير استياءنا أو تختلف معنا جذريّاً ، فالشعوب المتقدمة اجتماعياً وعلمياً مبدئها الأساس هو ان يتمتع الإنسان بحرية الرأي والفكر والتعبير عنه ونتيجة لذلك علينا ان نستمع ونحترم الرأي المخالف ،وان اقتنعنا به وأخذنا فهذا ليس بالفرض وانما بالاقتناع ، اما في العراق فالحوار في البرامج التلفزيونية العراقية يفتقد الى أدنى أبجديات الحوار ، اذ يتم استضافة شخصيات تافهة أو محللين يفتقدون إلى الرُقي في الحوار ، فهذا ليس حوارًا ولا إعلامًا بل تسقيط للمجتمع وتشويهاً لقيمه. وهنا علينا أن نعلم أن الحوار لغة تعاون وتشارك لا لغة تصادم واختلاف، ومن ثم يجب أن نعمل على تعزيز المعاني الإيجابية والجيدة لمفهوم الحوار الناجح، لنعد جيلاً يحترم الآخر ، لذا على هيئة الإعلام والاتصالات الحد من هذه البرامج التي تهدد الوعي وتسيء لمستوى الحوارالإعلامي وتضر بالنسيج الاجتماعي.