نحن أمراء الأراضي الحزينة
منير حداد
أنا منير حداد وإبن خالي آراس حبيب، ورثنا حزناً لو يسكب على النهارات لصرن ليالي؛ ذلك لأن أهلنا أورثونا رسالة حملناها بشرف وثبات.. لم يرعبنا إرهاب أو يغرينا مطمع، أثناء سيرنا في سبيل إسقاط نظام الطاغية المقبور صدام حسين.
آراس آزر أحمد الجلبي، في العمل الميداني الذي أسفر عن سقوط النظام السابق، وأنا حققت مع الطاغية وأعدمته، ثأراً للشهداء وضحايا حلبجة وثرامات الأمن العامة ومن إستشهد في الأهوار والمنافي أو أكلته ذئاب المتاهة التي أطلق الكور الفيليين فيها بإتجاه إيران؛ بإعتبارهم غير عراقيين.
أصدرت قرار إعدام صدام ونفذته، يوم هرب الجميع!
بإسقاط صدام الذي ساهم فيه آراس حبيب، من خلال إنتظامه في حزب المؤتمر بقيادة أحمد الجلبي، وإعدامه الذي أدرته بمعجزة يوم تخلى الجميع عن الإقدام على إعدام صدام، نكون كلانا.. إبن الخال وإبن العمة، أسهموا مع المُخْلِصين.. مُخَلّصين العراقيين الذين إنطفأت أحلامهم وذهب صدام بنور توهجهم.
أسقطنا الطاغية وحققنا معه وأعدمناه؛ لا ثأراً لأشقائي الشهداء ولا لصباي وشبابي اللذين طمرا في المعتقلات، إنما لشعب (أوجر) به صدام.. إعتقالاً وعسكرة وجوعاً وحروباً ومسخاً لوجوده مكرساً الشعب لنزواته الشوهاء في حروب لا جدوى منها ولا أملاً يرتجى من ورائها.. تبددت فيها الأرواح والأموال والكرامة التي ينزعها الشاب في باب النظام على أعتاب معسكرات لا قيمة فيها للعسكري، إنما يهان تصادر إنسانيته.
رفاق حزبيون
«شبابنا تريد الهوى وصدام ما خلاها»
حتماً شعر بقيمة الهواء الذي حرم الشباب منه، لحظة هوى من حبل المشنقة الى الأرض ميتاً، ثأرت لحيف الإذلال الذي شعر به الآباء الذين أعدم المجرم أبناءهم على واجهات بيوتهم، وتقاضى الرفاق الحزبيون ثمن الرصاص منهم.
أنصفنا المغدورين وشفينا غليل الأمهات الثواكل والزوجات الأرامل والأبناء اليتامي.. نحن عائلة قيض الله لنا ثواب سانحة الإقتصاص من صدام، فنحن.. أراس حبيب وأنا القاضي منير حداد، منسولون من عائلة مناضلة.. تتمنطق بسلاح الدفاع عن وطن ضاعت معالمه، فآراس إبن المناضل حبيب محمد كريم.. سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي أسسه شقيقه د. جعفر محمد كريم.
عائلة مناضل، قدمت عشرات الشهداء، قرابين في محراب الوطن.. العراق بكامل ترابه وألوان طيف شعبه كافة، مشهودة مواقفنا الوطنية أكثر من الفئوية، نذيب الإنتماء الفئوي في الولاء الوطني لصالح كل نسمة هواء تداعب عقالاً جنوبياً أو جراوية بغدادية أو بشتاً يلوح فوق رمل صحارى الغربية.. نقف على مسافة واحدة من الجميع.. لا ننحاز إلا للحق، ريح وريحان وطيب مقام، لأهلنا العراقيين كافة، ونار على منن يريد بهم شراً.
قدت صدام الى حبل المشنقة، محفوفاً بحزن الأمهات ورفيف أرواح الشهداء، وما زلنا نعمل بنزاهة من غير فساد ولا عنصرية؛ حيث ما حطنا العراق في موقع يرتأيه. ننتمي للعراق من خلال إنتسابنا لعشائر الكورد الفيلية، ذلك المكون الأصيل المتجذر في وطن يحنو على أبنائه.. أو هكذا إفترضناه وسنظل نعمل على أن يكون العراق مرفأ أمان ورفاه لأبنائه.. فنحن عراقيون بقدر ما نكون فيليين.. نتوزع بين مائة وخمسين عشيرة نبع صافٍ من ظهر واحد يتكاثف في الملكشاهي والشوهاني والقره لوسي والعليشروان والهيروندي والكهلر والماليمان والسورميري والقيتولي والخزل والإركوازي، وسواهم مائة وخمسين عشيرة من ظهر عراقي واحد.
مناضلون منذ أسس عم آراس د. جعفر محمد كريم، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتكفل والده حبيب محمد كريم، بالعمل سكرتيراً للحزب، وأنا إبن عمة آراس.. حققت مع صدام وأعدمته و... ما زلت أرعى وطناً... ريثما تتضح معالمه، عملاً على تدعيم أركان منظومة حقوق العراقيين كافة، ومن ضمنهم حقوقنا.. نحن الفيلية.
«ليتني كنت في آخر القافلة».