إنتفاضة شعب لا يقهر
خليل ابراهيم العبيدي
لم تكن اسرائيل تحسب أن فلسطينيا واحدا سيقتحم يوما حدودها وينال من جنودها ويخرق محرماتها بدءا من موسادها مرورا بشاباكها ،،حارس أمنها، وصولا إلى استخبارات جيش دفاعها ، او حتى هوائها ، غير أن ثائرا متألما محاصرا حلق فوق كل تلك الموانع متجاوزا مخاطر دولة بكل كانتوناتها الامنية لتصل يداه إلى اهدافها معلنا للعالم أن حصار القطاع خمسة عشر عاما لا بد له من الانتهاء ، وان الأرض الفلسطينية لا تشترى ولا تباع ، وان للضفة الغربية في غزة اهل وإتباع ، وان الاستيطان فيها هو من فجر الاوضاع ، وان استباحة اراضي القدس الشرقية له ارتدادات تفوق الصبر والمستطاع ، وان السابع من اكتوبر لم يكن الا جولة جاءت كرد فعل لما يقترفه المستوطن تحت حماية الشرطة والعسكر ، ومن جرائم باتت توخز ضمير كل العالم والبشر ، تارة يقطع الزيتون وتارة يحرق المتجر ، وتارة يجرف البساتين او يحرق الشجر ، او يستولي على أرض دون مستند او حق مبرر ، إنها صرخة شعب من الجوع يتضور ومن جراء ذاك الحصار بات يتهيأ ويتحضر ، وفي أكتوبر عام 2023 لقن عدوه درسا بليغا منتظر ، هكذا هو الفلسطيني منذ انطلاقة المفاومة تحت راية عرفات في الستينات من قرن الثورات لاينام على ضيم أو يدخل في سبات ما دامت له قضية عادت بعد ذلك اليوم إلى الواجهات على المنابر أو في الاجتماعات ، وتوالت الاعترافات بدولة فلسطيين الممنوعة من الظهور بفعل مواقف العم سام ونتنياتو المقهور ، وهو يقف وحيدا عند منبر العالم يخطب بعد أن تركه كل الحضور ، وهكذا انتصرت أرادة الحياة ، كما قالها أبو القاسم الشابي ، ومن يتهيب صعود الجبال... يعش ابد الدهر بين الحفر ، الف تحية لفلسطين ولذكرى . 7 .أكتوبر يوم الثائر المنتصر .