باسم أخي الذي لم تلده أمي
لطيف القصّاب
يكبرني بشهرين فقط، لكننا مولودون في عام واحد ( 1968)، وفي المحلة نفسها (المنصورية)، وربما تولّت إخراجنا إلى هذه الدنيا الجدّة (القابلة) نفسها.تربط أمه وأمي رحمهما الله تعالى علاقة مودّة نقية كسائر أمهاتنا الطيّبات في كرخ بغداد القديمة.شاءت ظروف الحياة أن ننتقل من مسقط رأسنا في سنة واحدة (1988)، هو: إلى حي الخضراء غرب العاصمة، وأنا: إلى محافظة كربلاء جنوبًا...كلّ شيء فينا متماثل تقريبا، نفضّل الألوان ذاتها، والأمزجة ذاتها وسواء أكان ذلك في الملبس أم المطعم أم غير ذلك، ولا أدري هل أنا نسخة منه أم هو نسخة منّي.العلاقة التي جمعتنا معًا قبل خمسين عاما كانت ومازالت على حالها لم تستطع حتى أحداث ما بعد 2003 على ضراوتها، وبشاعتها، ولا إنسانيتها أن تفرق بيني وبينه ولو مقدار شعرة واحدة، وقطعا ويقينا سيستحيل على أي مغرض أن يجد بيننا فرقًا أي فرق رغم أن (باسم) من أسرة موسرة نوعًا ما، وأنا من أسرة متوسطة الحال نوعًا ما، ورغم أن أسلاف (أبو بلال) هم (سنةٌ) أقحاح من أحد أقضية الأنبار(راوة) في حين أن أسلافي (شيعةٌ) أقحاح من إحدى نواحي النجف(المشخاب)... على الرغم من أنّنا (تناوشنا) الستين عامًا لكننا حين نجتمع سويّةً يعود بنا التاريخ لا أقل من نصف قرن إلى الوراء:
ربما إلى ذكريات لعبة (البلبل حاح)، أو ربما إلى مدرسة (التضامن) الابتدائية، أو مدرسة (أبو تمام) قريبًا من مرقد أو مزار الشيخ منصور الحلاج حيث كانت لقاءاتنا الأولى، ومقالبنا الأولى!آخر مرة التقينا ببغداد تناولنا الطعام في مطعم (أبو حامد) نهاية شارع (6)، وحضرنا صلاة الجمعة في جامع الشيخ موسى بـمنطقة المشاهدة (مشاهدة الكرخ) على أنني أنتظر في أي لحظة أن يزورني (باسم) في كربلاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام بتعبيري، أو سيدنا الحسين بتعبيره.