بيان هام جداً

شوقي كريم حسن

إلى الأدباء والكتّاب الأكارم  ، محبّة وتقديرًا واحترامًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، أكتب إليكم هذه الكلمات بدافع المحبة والتوضيح، لا غير.

فكثيرًا ما تصلني رسائل واتصالات من أصدقاء أعزاء، يطلبون منّي أن أكتب عن أعمالهم أو أن أقدّم رأيًا فيها، وأرى من واجبي أن أضع النقاط في مواضعها، وأن أبيّن موقفي بوضوح وهدوء.

أولًا، أنا لستُ ناقدًا أدبيًا، ولم أسعَ يومًا إلى أن أكون كذلك. وما أكتبه أحيانًا عن بعض النصوص التي أقرأها لا يتجاوز كونه انطباعات صادقة وملاحظات شخصية أمام منجز أراه يستحق الإشارة والاحتفاء.

هي كلمات قارئ شغوف وعاشق للأدب، لا تصدر عن منهج نقدي ولا عن رغبة في إصدار أحكام.

ثم إن النقد، كما أفهمه وأؤمن به، لا يأتي بطلبٍ من كاتبٍ أو مؤلف، ولا يولد استجابةً لرجاءٍ أو رسالة.

النقد الحقيقي فعلُ قراءةٍ حرةٍ مستقلة، تنشأ من دوافعها الخاصة حين يجد الناقد في النص ما يدعوه إليه ويستفزّ أسئلته ويوقظ شغفه.

وحين يصبح النقد “مطلوبًا” أو “مفروضًا” يفقد معناه، ويتحوّل من فعل معرفة إلى مجاملة، ومن قراءة إلى تلبية لرغبة شخصية، وهذا ما لا أريده لنفسي ولا لأصدقائي الكتّاب.

لذلك، أرجو من أحبّتي جميعًا أن يتفهّموا موقفي هذا، وأن يعفوني من طلبات الكتابة عن نصوص بعينها.

 فأنا أكتب حين يلامسني النص بعمقه وجماله، وحين يدعوني هو بنفسه لأن أقول شيئًا عنه، لا حين يُطلب منّي ذلك.

إنّ ما يجمعنا في النهاية هو حبّ الأدب وصدق الكلمة، وأتمنى أن يبقى هذا الجسر مفتوحًا بيننا بعيدًا عن أي التزامات أو توقّعات.لكم جميعًا محبّتي واحترامي،

ودامت الكلمة بيننا مساحة حوارٍ ومعرفةٍ ومحبّة.