هنا العراق
حسين وناس الخزاعي
لقد تجلى الأمر بوضوح جلي، وبدون مواربة أو تضليل، أن الحكومة العراقية في أمس الحاجة إلى قيادة رشيدة وقوية، تتجسد فيها صفات المسؤولية والنزاهة والشجاعة. إن العراق اليوم يتطلب قادة بحجم التحديات التي تواجهه، رجالاً يمتلكون رؤية واضحة وإرادة صلبة للنهوض بالوطن نحو آفاق أرحب.
وعلى صعيد المؤسسة العسكرية، فإن الجيش العراقي الباسل يستحق قائداً فذاً، يتمتع بالحكمة العسكرية والشجاعة الميدانية، قادراً على صون تراب الوطن وحماية حدوده، وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوعه. إن القيادة العسكرية الكفوئة هي الضمانة الحقيقية لقوة الجيش واقتداره.
أما القضاء العراقي، فهو حصن العدل والميزان، ولا يمكن له أن يستقيم إلا برجال قضاة يتمتعون بالشرف والنزاهة والإيمان العميق بالعدالة. قضاة لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ويحكمون بالعدل والقسطاس بين الناس، فهم صمام الأمان للمجتمع وحماة الحقوق.
وفي سياق متصل، فإن قيادة العراق على أعلى المستويات تتطلب ولاءً خالصاً وانتماءً راسخاً للوطن. من الضروري والملح تطهير مفاصل الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية على حد سواء من أي شخص يحمل جنسية أجنبية، لضمان سيادة القرار الوطني واستقلالية المؤسسات. الولاء للعراق وحده يجب أن يكون المعيار الأسمى لتولي المناصب القيادية.
إن العراق اليوم بأمس الحاجة إلى عقول ناضجة ومستنيرة، قادرة على التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات الصائبة، وليس إلى عقول مراهقة أو متسرعة قد تقود البلاد إلى مزالق خطيرة. فالحكمة والتبصر هما أساس بناء مستقبل مزدهر.
وفي سياق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات البلاد المتزايدة من الطاقة، يبرز اقتراح الخبير في شؤون الطاقة المتجددة بإنشاء ثمانية مفاعلات نووية سلمية كحل جذري لأزمة الطاقة وتشغيل المصانع وتوفير فرص العمل. هذا التوجه يمثل رؤية مستقبلية واعدة لدولة عظيمة كالعراق.
إن توفر هذه المتطلبات الأساسية والاحتياجات الضرورية سيضع العراق على الطريق الصحيح نحو التقدم والازدهار، وسيمكنه من إداء دور ريادي في المنطقة، وحماية أبنائه من براثن الفقر والجهل والتطرف والإرهاب. أما الإغفال عن هذه الحقائق، فسينذر بمصير مظلم كما شهدنا في الماضي القريب. إنها دعوة صادقة للعمل الجاد والحقيقي من أجل مستقبل مشرق للعراق وأجياله القادمة.