الفرحان وداعاً

عكاب سالم الطاهر

التقيتُه مراراً.. في مكتبه حيث يعمل. ومن بعضها : في وزارة الثقافة والإعلام العراقية. وفي مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية المطلة على فندق فلسطين ميريديان. اعجبتني كتاباته النقدية الساخرة. خاصة كتابه :

بلد صاعد.. بلد نازل. وقامت مكتبتي بتسويق نسخ من الكتاب.   وبسبب الأحداث التي عصفت بالعراق ، افترقنا. ويبدو أن الفرحان قد آثر الاقامة الدائمة في العاصمة المصرية.. القاهرة. ولعبت المصادفة دورها في لقائنا مجدداً..

 ****

كان لي اتصال هاتفي مع الصحفي الكبير المقيم في النرويج.. الصديق فلاح العماري. اتفقنا ان نلتقي في القاهرة. وهو ما حصل. حيث وصلتُها ضمن مجموعة سياحية.ووصلها العماري قادماً من بلد الاغتراب. التقيتُ العماري. الذي أقام مع الاعلامي والمذيع العراقي غازي

فيصل في شقته بالقاهرة. وكانت شقة فخمة. حيث أنها في نفس العمارة مجاورة للشقة التي يسكنها الدبلوماسي المصري الأمين العام لجامعة الدول العربية.

في شقة الاذاعي غازي ، أقام لنا الصحفي العراقي فلاح العماري دعوة عشاء تصدرها الطعام العراقي الذي اتفق عليه العماري مع مطعم عراقي في القاهرة. وشملت قائمة المدعوين الصحفي داود الفرحان. امضينا سهرة حضرت فيها هموم الغربة.. والشأن الثقافي. وحين ودعني العماري نهاية السهرة ، قال ما مضمونه أن موعد رحيله للآخرة يقترب.

أجبته أن يومك بعيد.. بعونه الله. ودعت الحاضرين. وصحبتُ الصحفي الكبير داوود الفرحان. حيث أوصلني بسيارته إلى مقر إقامتي في الفندق  الصيني في أحد أحياء القاهرة. وأمام الفندق ودعته وودعني. ومنذ ذلك الحين لم نلتقي.

رحم الله الصحفي داود الفرحان.

والصحفي فلاح العماري. والإذاعي غازي فيصل..

والكاتب الموسوعي حميد المطبعي.

وأطال في عمر الأحياء.