أزمة مالية تهدّد العراق بسبب إنخفاض سعر الخام عن المستوى المطلوب
إنفراجة في ملف نفط الإقليم بعد تسوية خلافات الشركات المنتجة
بغداد – قصي منذر
أربيل – فريد حسن
شهد ملف تصدير نفط إقليم كردستان، انفراجة بعد التوصل إلى تسوية للخلافات القائمة بين الحكومة الاتحادية والشركات الأجنبية المنتجة في كردستان، بما يمهّد لاستئناف الصادرات قريباً ويضع حلاً عملياً للنزاعات السابقة بشأن المستحقات المالية وحقوق الإنتاج. وقال رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني خلال تدشين طريق شيخان لالش في محافظة دهوك أمس إن (مباحثاتنا مع الحكومة الاتحادية بشأن الموازنة وتوفير الرواتب الشهرية للموظفين متواصلة)، وأشار إلى إنه (لا توجد عراقيل من قبلنا، ولكن العراقيل والذرائع تُفتعل من قبل غيرنا في مسار التفاهمات، ونحاول دائما إزالتها، وتوفير المستحقات المالية لمواطني كردستان)، وتابع إنه (خلال المباحثات الاخيرة مع بغداد، وكما قيل ليّ بإن هناك شيئا من التفاهم بين الشركات النفطية العاملة في الاقليم والحكومة الاتحادية للتوصل الى حلول للمسائل الخلافية بين الجانبين)، وأضاف إن (ذلك التفاهم خطوة مهمة للتوصل إلى اتفاق نهائي لاستئناف صادرات النفط)، ومضى إلى القول (اتمنى ان يكون هذا الاتفاق واقيعاً وأن يكون محل قبول الجميع، وأن تلتزم الحكومة الاتحادية ازاء حقوق مواطني كردستان)، مشددا على (اهمية عدم إخضاع مسألة الرواتب إلى المساومات وألا تكون عناوين الأخبار اليومية التي تتداولها وسائل الإعلام). وكان البارزاني قد أكد مطلع شهر أيلول الجاري، إن حكومة الإقليم ليست لديها أية مشكلة تعيق مسألة استئناف صادرات نفط كردستان، مؤكدا أن ما تبقى هو إنهاء الخلاف القائم بين الشركات النفطية العاملة وبين الحكومة الاتحادية بما يخص هذا الأمر. فيما أكد مدير شركة تسويق النفط سومو علي نزار، في وقت سابق، إن استئناف صادرات نفط الاقليم مرهون بالشركات المنتجة. وقال نزار في تصريح سابق إن (الاتفاق بين وزارة النفط الاتحادية وشركة تسويق النفط، ووزارة الثروات الطبيعية في كردستان، وضع آليات محكمة لتطبق قانون الموازنة)، مضيفاً (نحن متفائلون بالاتفاق والآليات، ونتمنى أن نمضي بضخ النفط من كردستان عبر خط جيهان التركي، لما فيه من مصلحة للعراق وتعزيز وارداته المالية)، وأشار إلى إن (وقت استئناف تصدير النفط مرهون بالشركات المنتجة للنفط).
في وقت، كشفت تقارير أمريكية، عن إن العراق بحاجة إلى سعر نفط يبلغ 92 دولارا للبرميل، ليحقق التوازن في موازنته للعام الجاري. ووفقا لتقرير بشأن أسعار النفط التي تحتاجها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لمعادلة موازناتها الوطنية أمس فإن (العراق يحتاج الى معدل سعر 95 دولارا للبرميل لمعادلة موازنته العامة)، وأضاف إن (اعلى معدل لسعر النفط الذي تحتاجه الدول المنتجة له، لمعادلة موازنتها جاء من نصيب إيران وبمعدل 122 دولارا للبرميل، تليها البحرين وبمعدل 107 دولارات للبرميل، ومن ثم الجزائر 93 دولار للبرميل)، مؤكداً إن (الكويت تحتاج معدل سعر 89 دولارا للبرميل، ومن ثم عمان بمعدل سعر 80 دولارا، ومن ثم السعودية بمعدل سعر 77 دولارا وقطر 64 دولارا، والامارات أقل الدول بمعدل سعر47 دولارا)، وأشار التقرير إلى إن (العراق يقوم ببيع سعر خام النفط الثقيل بـ66 دولارا والخام الوسط بسعر 68 دولارا). وحققت أسعار خامي نفط البصرة، المتوسط والثقيل، مكاسب أسبوعية بما يعادل 4.06 بالمئة، خلال الأسبوع الماضي. وأغلق خام البصرة الثقيل في آخر جلسة له اول امس، على انخفاض بلغ 48 سنتا ليصل الى 66.33 دولار، إلا انه سجل مكاسب اسبوعية بلغت 2.59 دولارا بما يعادل 4.06بالمئة. فيما اغلق خام البصرة المتوسط في اخر جلسة له، على انخفاض ايضا بلغ 83 سنتا، ليصل الى 67.88 دولارا، وسجل مكاسب اسبوعية بلغت 1.04 دولار أو 1.56 بالمئة. وبرغم من تراجع العقود الآجلة لخام برنت سنتا واحدا إلى 67.43 دولاراً للبرميل، هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أربعة سنتات عند 63.53 دولاراً.