الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قمة لو لم تعقد أهيب للعرب

بواسطة azzaman

قمة لو لم تعقد أهيب للعرب

جاسم مراد

 

لسنا وحدنا كشعوب عربية ، كنا نراهن على مخرجات قمة الدوحة ، وإنما العديد من دول العالم ، كانت تنتظر قرارات ومواقف من الأنظمة العربية ، لتبني عليها مواقفها أو تعزيز المواقف التي اتخذتها ، ولكن كانت نتائج القمة التي عقدت في الدوحة ، للرد على العدوان الإسرائيلي ضد قطر ، هو لا يعدو عن كونه اسقاط فرض في ظل ازدحام المواقف والمجازر الإسرائيلية ، فقبيل انعقاد القمة العربية الإسلامية بساعات اعلن رئيس وزراء إسرائيل نتن ياهو تبعه وزير الدفاع تهديده الحاسم أينما تكون قيادة حماس المفاوضة فأنها ستضرب ، أي أن العواصم العربية مشمولة بالهجوم الإسرائيلي ، ليست الدوحة وحدها .

في ظل هذه الأجواء واكثر ، حيث القتل الشامل لا بناء غزة ، وعمليات التهجير المرسوم وفق الخطة الإسرائيلية للفلسطينيين في الضفة الغربية ، كنا نعتقد كمواطنين عرب ، بأن هذه هي الفرصة لاجتماع ملياري مسلم وعربي ، ستتخذ القرارات التي يشعر فيها الكيان الإسرائيلي  بالقلق ، ولكن خرجت القمة، ببيان يليق بالمثل الشعبي العراقي ( نايم يا شليف الصوف والحرامية تحوف ) .

لو لم تعقد القمة لكان الامر اهيب لهم ولنا جميعاً ، بحيث لكان العدو يفسر هذا السكوت بشيء من المواقف التي ليس بمقدور إسرائيل تحمل نتائجها سياسيا واقتصاديا وربما دولياً ، ولذلك انحرفت انظارنا عن إمكانية ان يتخذ العرب موقفا ، فاتجهت الى اسبانيا تلك الدولة الاوربية التي اتخذت مواقف شجاعة حكومة وشعباً ضد إسرائيل على مستويات التسليح والاقتصاد وحتى الرياضة ، اقوى بكثير من المواقف العربية الاسلامية  .بين العديد من العرب علاقات دبلوماسية واقتصادية ومعاهدات ، كان الاجدر بهذه القمة أن تهدد فقط التهديد بوقف هذه الاتفاقيات إذا لم توقف إسرائيل عدوانيتها الهمجية المنفلتة ضد أبناء غزة والدول العربية ، ، فليس مقبولاً بالمطلق ان تستباح حرمة قطر وهي دولة خليجية وازنة في تفكيك الكثير من الصراعات الدولية ، مثل أفغانستان وامريكا والصراعات بين بعض الدول الافريقية ، وتعمل بحماسة مع القاهرة لوقف حرب غزة واطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين ، نقول ليس مقبولاً أن يكون الرد باللون الرمادي ، الذي سيزيد من العدوان الإسرائيلي على سوريا ولبنان واحتلال المزيد من الأراضي العربية .ثمة أمل كان ، لكنه ضاع ، وهو احياء المقاطعة الاقتصادية العربية ضد إسرائيل وعودة الدفاع العربي المشترك ، وسحب السفراء من تل ابيب ، ووقف سياسات التطبيع ، هذه هي اقل ما يمكن فعله بهذه القمة ولسنا من طلاب تجيش الجيوش العربية وان كان ذلك حقا مشروعا أمام سياسة القتل الشامل الذي تمارسه إسرائيل في غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية والتوسع الاحتلالي في سوريا ولبنان ، وفوق هذا وذاك أعلنت حكومة إسرائيل انها ماضية في مشروع الشرق الأوسط الجديد .

بعد هذا الذي حصل هل ثمة أمل في الموقف العربي يعيد التوازن في منطقتنا ، ننتظر ونأمل ..؟

 

 

 


مشاهدات 200
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/09/20 - 11:38 AM
آخر تحديث 2025/10/23 - 8:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 277 الشهر 16145 الكلي 12156000
الوقت الآن
الجمعة 2025/10/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير