الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ديمقراطية التوثية

بواسطة azzaman

ديمقراطية التوثية

جبار المشهداني 

 

هربا من الضجيج الذي تثيره الأخبار المفبركة والمنجزات الثابتة والمتحركة والمجسرات العاقلة والمتهتكة قررت أن أطلب اللجوء في معرض الكتاب الدولي القريب من مكان سكني حيث لم يستغرقني الوصول إليه أكثر من ساعة ونصف بسبب إلازدحامات المرورية المربكة وقطع الشوارع المتشكشكه  .

الصدمة الأولى ندوة تستضيف وزيرا يتحدث عن إنجازات وزارته التي تسلم حقيبتها( هدية ما من وراها جزية ) من الزعيم الذي أراد أن يكافأ مدير حملته الإنتخابية على ما تحقق من نتائج مبهرة في تلك المدينة التي لم تخرج أشلاء ضحاياها من مقابرهم الجماعية بعد  . قررت دخول ساحة النقاش وتعرية الوزير الدعي لكني فوجئت بزميلي الإعلامي يعلن ختام هذا الحوار البناء مع الوزير المعطاء الذي قسم زمنه الوزاري بين ثلاث مهمات بالتساوي  .

ثلث للسفر حتى نال لقب السندباد  .

وثلث لإفتتاح المطاعم التي خصص لها جائزة سنوية مهمة .

والثلث الآخر سيكون له مقال كامل في وقت لاحق بإذن الله تعالى  . شعرت بسكر التعاسة يرتفع بين ثنايا روحي وبضغط الكآبة يهبط ويصعد دون رابط أو ضابط فتوجهت فورا صوب الكافتيريا التي تقبع في آخر ركن من المعرض  .

لم يكن هناك حديث للناس سوى دهشتهم وفرحتهم بالعودة الميمونة للمفكرة الكبيرة صاحبة نظرية التوثية والتي حرمنا من فكرها الثوري النير طوال 35 سنة  .

وسمعت صراخ المواطنين وعتبهم بل وشجبهم وغضبهم على ما ضاع من عمرنا دون الإستفادة من هذه النظرية الخلاقة في زمن الجواقة  .

وقبل عودتي وقعت مع ملايين غيري على عريضة نطالب فيها بتدريس هذا الفكر الحديث بل هذه النظرية وتعميمها على كل دارس وطالب بل على كل مواطن وفي كل بيت  .

وما يؤلم حقا أن بعض المغرضين الحاقدين يطالب بوقاحة غريبة أن تكون التوثية من حصة الفاسدين والسراق والمزورين وأصحاب (الطشة ) وبياعين الوعود والوهم  . أتمنى أن نكون جميعا في حفل الإستقبال حين تعود لنا صاحبة التوثية ونغني لها جميعا  .

خاله شكو شنهي الخبر كوليلي  .

 

 

 

 


مشاهدات 61
الكاتب جبار المشهداني 
أضيف 2025/09/15 - 2:14 PM
آخر تحديث 2025/09/18 - 8:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 509 الشهر 12821 الكلي 12030694
الوقت الآن
الخميس 2025/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير