الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تزايد التحذيرات من أزمة جفاف كبيرة تضرب دجلة والفرات

بواسطة azzaman

ديالى تطالب الحكومة بتشغيل مشاريع الحصاد لإيصال المياه إلى الأهالي

تزايد التحذيرات من أزمة جفاف كبيرة تضرب دجلة والفرات

 

بغداد - ابتهال العربي

ديالى - سلام الشمري

 حذّر مرصد بيئي٬ من تفاقم خطر شح المياه في العراق٬ بعد انتهاء الزيادة المؤقتة في الإطلاقات المائية التركية، إذ يعتمد العراق بشكل كبير على دول الجوار مثل تركيا وإيران لتوفير حصته المائية.

وأوضح خبراء في مجال المياه٬ لـ (الزمان) امس انه  يأتي هذا التحذير بالتزامن مع الانخفاض الكبير بمناسيب المياه لنهري دجلة والفرات٬ بسبب قلة الأمطار وتأثير مشاريع السدود الكبرى التي نفذتها دول المنبع، مما أدى إلى تدهور مخزون المياه في البلاد إلى مستويات غير مسبوقة).

وتوقع مرصد العراق الأخضر، رفض تركيا لتجديد زيادة الإمدادات المائية خلال أيلول الجاري، معتبراً أن آب الماضي هو الشهر الأخير المحدد من قبلها لإطلاق المياه الى العراق عبر نهر دجلة.

وقال المرصد في تقرير امس ان (تركيا متحفظة جدا في موضوع المياه٬ مقابل عدم اهتمام عالي المستوى من الجانب العراقي٬ رغم التحذيرات من قبل الخبراء والمراكز المتخصصة٬ بضرورة معالجة الازمة٬ وتقليل هدر المياه بعمليات الاستهلاك المنزلي والزراعي)٬ مبيناً ان (تركيا وافقت على زيادة إمدادات المياه عبر نهر دجلة خلال تموز الماضي، وآب فقط)٬

تراجع معدلات

وتابع المرصد ان (العراق يفتقر حتى الان الى ادارة صحيحة لموارده من الداخل، فضلاً عن فشل التفاوض مع الوفود المناظرة من دول الجوار في ملف المياه، مما أدى إلى حصول نتائج سلبية فيه، والذي انتهى بوصول العراق الى ادنى مستوى من الخزين المائي بحسب وزير الموارد المائية عون ذياب)٬ وفقاً لما افاد٬ وشدد المرصد على (ضرورة تشكيل مجلس اعلى للمياه٬ باشراف رئيس الوزراء لادارة ملف المياه). وحذرت عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، ابتسام الهلالي، من تزايد أزمة الجفاف٬ التي وصفتها بالخطيرة٬ خلال الصيف الجاري، نتيجة تراجع معدلات الأمطار وانخفاض الإطلاقات المائية من تركيا وإيران.

وذكرت الهلالي في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (العوامل الطبيعية والسياسية، بما في ذلك قلة الأمطار وانخفاض الإيرادات المائية من دول الجوار، أثرت بشكل مباشر على المخزون المائي في العراق)٬ مبينة ان (مخزون المياه يصل إلى 20 مليار متر مكعب سابقاً، لكنه انخفض خلال العام الجاري إلى 10 مليارات متر مكعب فقط، مما يشكل تهديدا خطيرا للأمن المائي والغذائي)٬ بحسب تعبيرها٬ ودعت الهلالي٬ الحكومة الى (تحرك عاجل عبر القنوات الدولية، لاسيما الأمم المتحدة، لإيجاد حلول حقيقية للأزمة، وممارسة ضغوط اقتصادية على تركيا٬ لضمان زيادة الإطلاقات المائية٬ وتأمين الحصة العادلة من المياه).

 وحذر عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، ثائر مخيف، من خطورة أزمة شح المياه التي يواجهها العراق، مؤكداً أنها من أخطر التحديات التي تؤثر على البلاد اقتصادياً وسياسياً. وقال مخيف في تصريح امس ان (أزمة المياه في العراق تعود إلى عوامل مناخية وبشرية، أبرزها الإجراءات التعسفية من قبل تركيا وإيران عبر تقليص وقطع حصص العراق المائية، دون الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بالدول المتشاطئة)٬ واضاف ان (هذه السياسة المتعمدة تتطلب وقفة جادة من الحكومة العراقية٬ تبدأ بالمسار الدبلوماسي والتصعيد وصولاً إلى المجتمع الدولي، مع ضرورة تشكيل فريق تفاوضي وطني مستقل بعيد عن الطائفية، يمتلك الخبرة والكفاءة، ويعمل ضمن مجلس أعلى لإدارة ملف المياه بشكل دائم دون أن يتأثر بتغيّر الحكومات).

بحيرات ضخمة

في غضون ذلك٬ طالبت ديالى بإزالة التجاوزات عن نهر قادم من كردستان يحرم قراها من مياه الشرب. واكد عضو مجلس المحافظة٬ فارس الجبوري، لـ (الزمان) امس ان (النهر تسبب في حرمان قرى ومناطق واسعة من المياه العذبة القادمة من إقليم كردستان)٬ مشيراً الى (تحويله من قبل شخص متنفذ إلى بحيرات ضخمة لتربية الأسماك تمتد على مئات الدونمات، ما أدى إلى قطع المياه عن السكان)٬ وأضاف الجبوري ان (هذا التجاوز يُعد الأول والأندر على مستوى العراق، ويظهر خطورة استغلال النفوذ في تحويل مياه النهر العذبة لأغراض اقتصادية على حساب حياة المواطنين)، مشدداً على (ضرورة تطبيق الإجراءات الحكومية لإزالة التجاوزات على الأنهار والجداول٬ بما ينظم وصول المياه للقرى والمناطق). وأكد رئيس مجلس محافظة ديالى، عمر الكروي ، ان محافظته لم تصل بعد إلى ما وصفه بنفق المرحلة الحمراء في أزمة الجفاف، رغم تفاقمها بنحو 20 منطقة ، داعيا الى إعادة تفعيل مشاريع حصاد المياه المتوقفة. وقال الكروي لـ (الزمان) امس، ان (مجلس ديالى ناقش الملف٬ ولوحظ وجود نقص واضح في الأنهار والجداول التي تغذي مناطق الشرب وري البساتين)٬ معرباً عن (قلق المحافظة من خطورة الوضع)٬ لافتاً الى ان (فقدان بحيرة حمرين جزءاً كبيراً من خزينها المائي خلال الأشهر الماضية٬ أثر على خمسة أنهار توفر المياه لأكثر من 70 بالمئة، محذراً من احتمالية تفاقم الأزمة مستقبلا)٬ وطالب الكروي وزارة الموارد (بإعادة تفعيل مشاريع حصاد المياه المتوقفة منذ أكثر من 20 عاماً، بما يشمل إنشاء سدود وحفر قنوات لنقل مياه السيول إلى بحيرات التخزين٬ لتعزيز الأمن المائي، لاسيما في بحيرات حمرين والعظيم والوند).


مشاهدات 60
أضيف 2025/09/08 - 2:46 PM
آخر تحديث 2025/09/09 - 2:25 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 452 الشهر 6308 الكلي 11424181
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/9/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير