الموظف مرآة الدولة فاعرفوا جيداً
وليد عبد الحسين
قرأت قبل فترة أن الموظف في دوائر الدولة هو مرآتها التي يرى فيها الناس ملامح الدولة، فيرونها جميلة إن كان الموظف متمكنًا من عمله، ويقدم الخدمة للناس بكل تفانٍ وتواضع وطيبة، ويرون ليس هناك دولة أصلًا إن كان الموظف جاهلًا في عمله، لا يقدم الخدمة إلا بتكاسل أو مقابل رشى، عصبي المزاج، عاشقًا للروتين المخالف لبديهيات القانون. ما أكتبه الآن عن الأستاذ الحقوقي (مهند الموسوي) أراه شهادة هذا وقتها، وأكون مأثومًا إن كتمتها، عرفته منذ خمسة عشر عامًا، من خلال مراجعاتي إلى مديرية التسجيل العقاري في الصويرة، ويشهد الله لا أجامله الآن بنقطة في حرف، كان ولا زال مثالًا للموظف المهني، الخبير في عمله، المواظب في دوامه، لا أراه إلا غارقًا بين ملفات الدائرة وزحام المراجعين، منذ الصباح الباكر وحتى نهاية الدوام، وفوق كل هذا التعب سواء صيفًا أم شتاءً، ويداه مليئتان بتراب ملفات الدائرة القديمة، وأصابعه متورمة من جراء ما يكتب من مطالعات وتهميشات، أراه مبتسمًا، متحركًا كأنه لاعب في ساحة الملعب، ودائمًا ما أقول له: الله يساعدك، فيقول: شرف لي خدمة الناس، والله وبالله هذا ما رأيته بعيني طوال الخمسة عشر عامًا التي مضت، هذا الرجل يستحق الدعم والوقوف معه وعدم تصديق دعايات المغرضين والفاشلين والفاسدين، هذا الرجل يستحق أن يُكرَّم، ويستحق أن يكون قدوة لغيره، كي نساهم في وضع مرآة جميلة مثل مرآته تعكس جمال دولتنا، لا أن نسير خلف من يتصيدون في الماء العكر، وسيعيثون في الدوائر الحكومية فسادًا باسم محاربة الفساد، أتمنى من المعنيين قراءة ملف وسيرة هذا الموظف المثالي بدقة، فقد ظُلم وهو يستحق الوفاء والثناء والتقدير، وأملي بالمعنيين في وزارة العدل الموقرة عدم التفريط بكوادرها الجيدة نتيجة وشايات بعض الفاشلين ومساندة تجار الإعلام.
محام