المشاريع الواعدة ..إلى أين ؟
عبد الكاظم محمد حسون
تعتبر المشاريع الاستراتيجية والعملاقة سمة الدول المتطورة ومؤشر على نهوضها ...حيث تتمثل هذه المشاريع بشق الطرق السريعة والحديثة وبناء المطارات والموانيء وانشاء المواصلات الحديثة من قطارات ومترو إلى مجمعات السكنية الكبيرة ومشاريع صناعة وزراعة ومشاريع ري .. نحو مشاريع تحسين البيئة وانشاء المنتجاعات وكل ما يتعلق بالبنية التحتية ..الخ ، ان مثل هذه المشاريع قد غاب تنفيذها عن بلد مثل العراق منذ اكثر من خمسة عقود لأسباب تتعلق بأهمال الحكومات لهذا الملف وعدم منحه الأولوية بينما الأولوية نصبت في اتجاه ساهم في تدمير ما موجود منها على الواقع العراقي بسبب العدوان الخارجي وانشغلنا في حروب وصراعات طائفية وفساد ومحاصصة ..ان اغلب هذه المشاريع يمكن إنجازها بأسلوب الاستثمار من خلال شركات عالمية مرموقة تساهم في التنفيذ وتساهم في رأس المال ، الا انه .. للأسف لم تكن هنالك سياسات تجذب المستثمر العالمي بسبب عدم توفر الأمن والحماية ووجود جهات تحاول ابتزاز المستثمر بشكل او اخر من خلال فرض الاتوات والكومشنات والتهديد الامني .. وان حدثت بوادر لمثل تلك المشاريع فأن اغلبها أولوياتها غير مدروسة وليس هنالك من سياسة تتمثل بفرض الأهم ثم المهم إضافة إلى غياب الاستراتيجيات والدراسات الفنية والجدوى الاقتصادية وهنالك سرعة في الأحالة والتنفيذ على حساب النوعية تحت مبررات واهية تجلب الشك والريبة ... والأهم من هذا كله تجد اغلب المشاريع خاضعة لأهداف سياسية تتعلق بكسب الجمهور لتحقيق اهداف انتخابية مرحلية فتكون سريعة في التخطيط والتنفيذ مما يترتب عن ذلك أخطاء فنية وعيوب انشائية ..كما أن اغلب المشاريع غير مكتملة التصميم العلمي المدروس الذي يتناغم مع الواقع والفائدة المرجوة وانعدام الاستشارات الفنية وتجلب الشك في الاموال المصروفة لعدم وجود التنافس لاحالة الأعمال لشركات رصينة تمتلك تاريخ جيد وإمكانية فنية ومالية بمعنى غياب الشفافية يسبب التشكيك والطعن في جو فيه عيون تراقب وتتربص ضمن الصراعات على السلطة والنفوذ وتحقيق المكاسب ووجود التسقيط للخصم .ان تنفيذ المشاريع يجب أن يكون حسب أولوياتها وترابط تنفيذها الزمني فعلى سبيل المثال لا الحصر ليس من الممكن انشاء شوارع رئيسية قبل أن تنجز أعمال الحفر لمد انابيب الخدمات وبالعكس فإن ذلك يعد من جانب هدر المال العام .هنالك مشاريع قد تم الإعلان عن تنفيذها لاهميتها ولكن لا تجد لها مكان في التنفيذ حيث تنسى حال انتهاء الحملات الانتخابية ...فعلى سبيل المثال لا الحصر ... مترو بغداد لا زالت خططه التنفيذية في ادراج المناوشات الاعلامية دون أن يجد النور في التنفيذ الاهميته . ناهيك عن كثير من المشاريع تم الإعلان عن تنفيذها في مجال الإسكان لم ترى النور وان اغلب المشاريع التي تنفذ هي مشاريع للقطاع الخاص يمتلك اصحابها نفوذ معين حيث يحصل أصحاب هذه المشاريع على تسهيلات من الدولة في مجال توفير الأرض وبأسعار رمزية لانشاء مولات او مجمعات سكنية في قلب بغداد والمحافظات يتحمل المواطن أسعارها العالية في زحمة نقص السكن اضافة الى منح القروض الميسرة لاصحاب تلك المشاريع .. ولم تكن تلك المشاريع صناعية او زراعية او في مجال النقل والخدمات لتساهم في تشغيل الشباب العاطل او المساهمة في الإنتاج لرفع الدخل العام للفرد ..على الحكومات الاهتمام في جانب تنفيذ المشاريع وان تُدرس بعناية من قبل جهات فنية رصينة وان تقوم وزارة التخطيط بتثبيتها مع وزارة المالية ضمن خطط خمسيه وان تعد الدراسات التصميمة لها وتحديد موعد تنفيذها وتخصيص الأموال لها السنوية ضمن الموازنات وضمن جداول حتى نهاية تنفيذها .وعلى أن تكون تلك المشاريع بعيدة عن السياسة والتنافس الانتخابي وبعيد عن الفساد والمحاصصة وان تنفذ بأيادي أمينة وعقول نظيفة علميه لديها تجربة وقدرة على التنفيذ والإشراف والمتابعة .