موعظة حسنة

فاتح عبدالسلام

ذات مرة خطب سياسي عراقي معروف ، في موسم غير انتخابي وفي حالة استرخاء فكري والهام معنوي وايماني،  في جمهوره حاثهم على حسن النية وعدم اطلاق الاتهامات والاحكام الجاهزة من دون تبين الحقيقة اولاً، وضرب لهم مثلا في انهم اذا رأوا رجلا معروفا او غير معروف يدخل الى ملهى ليلي او محل لشرب الخمور فليس لهم ان يتهموه بأنه من المتعاطين، فقد يكون سبب دخوله هذا العالم هو تقديم النصح والإرشاد والموعظة لعلهم يهتدون الى طريق الخير والصلاح والرشاد. وأردف في كلامه بأن الناس قد يرون شخصا يرتاد المساجد دائما ويظنون فيه خيرا وصلاحا في حين انه كان يدخل الى المسجد بقصد انتهاز الفرصة لسرقة احذية المصلين الغافلين. وكلام السياسي الشهير من حيث المقارنة له وجه واقعي الحدوث بالرغم من انّ احدا لم يبلغ عن شهادته في حضور هكذا واقعة.

لا أدري لماذا حضر أمامي ذلك الكلام» المعقول « وما يحمله من موعظة حسنة، وأنا أقرأ الخبر الآتي:

اعلن أحد أبرز المدافعين عن حقوق المثليين الكاثوليك الاثنين لوكالة الصحافة الفرنسية بعد استقباله في الفاتيكان أن البابا لاوون الرابع عشر «يعتزم مواصلة نهج الانفتاح الذي اتبعه البابا فرنسيس مع المثليين”.

وقال الكاهن الأميركي جيمس مارتن الذي سيشارك نهاية الاسبوع في زيارة لأفراد من مجتمع الميم إلى الفاتيكان في إطار «السنة المقدسة» للكنيسة، إن اللقاء الخاص الذي استمر نحو 30 دقيقة، «كان حارا وتم في أجواء من الترحيب والود”.

وأضاف اليسوعي الذي تعرض لانتقادات من جانب التيار المحافظ في الكنيسة بسبب مواقفه «الرسالة التي تلقيتها منه هي أنه ينوي مواصلة نهج البابا فرنسيس في الانفتاح تجاه الأفراد من مجتمع الميم”.

خلال حبريته التي استمرت 12 عاما، قام البابا الأرجنتيني الراحل الذي دافع عن كنيسة «منفتحة على الجميع»، بالعديد من المبادرات تجاه الكاثوليك من مجتمع الميم، بدون أن يُغيّر العقيدة الكاثوليكية.

وأثار قراره نهاية عام 2023 السماح بالزواج المثلي جدلا كبيرا في أوساط المحافظين، لا سيما في إفريقيا والولايات المتحدة.

وقال الاب مارتن «لم نناقش هذا الموضوع»، بينما لم يتطرق البابا لاوون علنا إلى هذا النص منذ انتخابه في 8 أيار/مايو.

لكن البابا الأميركي «أعرب عن رغبته في تخليد إرث سلفه فرنسيس الذي يشمل السينودسية. وهي تعني الاصغاء إلى الجميع بينهم مجتمع الميم”، كما قال الأب مارتن الذي كان مقربا من البابا الراحل.