موعظة بليغة لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
حسين الصدر
-1-
روي عنه عليه السلام : انه قال
« أقل ما يلزمكم لله ألا تستعينوا بِنِعمِهِ على معاصيه «
-2-
النعم الالهية علينا من الكثرة بحيث أننا لا نقوى على احصائها وكما قال ربنا الكريم المنعم :
( وإنْ تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
النحل /18
وبدلاً مِنْ أنْ يتواصل الشكر لله على نِعَمِه ، وأنْ تكون المنطلق لالوان من الاعمال الصالحة ومشاريع البر والاحسان والنفع الانساني ، ينشط الغارقون بِنعم الله في مضمار اقتراف المعاصي والذنوب ..!!
فبعضهم ينفق الاموال الطائلة على لياليه الحمراء ، وبعضهم يتعقب الغواني في شرق الارض وغربها للاستمتاعات الجنسية المحرمة .
وبعضهم : يطوف على الملاهي والمراقص وحانات الخمور .
وبعضهم يرتاد صالات القمار ويخسر فيها الكثير الكثير من امواله التي كان بمقدوره أنْ ينعش بها البائسين والمستضعفين والفقراء ويثري رصيده الاجتماعي عند الله .
وهكذا تتعدد مظاهر التمرد والعصيان بدلاً من المسارات السليمة الحافلة بصالح الأعمال، والمزدانة بالجميل من المبادرات الانسانية والاسهامات النافعة للمجتمع .
-2-
ان من يستعين بنعم الله على المعاصي كمن يحرق داره بيده في منحى مغموس بالجهل والمخالفة الصريحة لمقتضيات العقل والدين والأخلاق .
-3-
انّ شكر المنعم يفرضه العقل قبل الدين فكيف اذا انقلب الشكر الى تمرد وجحود وطغيان ؟
-4-
وهكذا تدعونا هذه الموعظة البليغة لأمير المؤمنين (عليه السلام) الى مراجعة أنفسنا وأعمالنا ،واتخاذ القرار الحاسم باسدال الستار على كل الوان التمرد والعصيان والضياع وتدشين مرحلة جديدة يفوح منها عطر الطاعة وعبير الالتزام بأهداب القيم المقدسة.
Husseinalsadr2011@yahoo.com