الموعظة جلاء القلوب

حسين الصدر

 

-1-

روي عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله وسلم) انه قال :

« إنّ القلوب تصدأ كما تصدأ المعادن فاجلوها بالمواعظ «

-2-

ولن نستغني عن المواعظ أبداً ، واذا كان البعض شديدَ التوق لما يؤنسه ويسليه من المشاهد والاخبار فان العاقل اللبيب يشتد شوقه الى رفع الصدأ المتراكم على قلبه، والمواعظ هي إحدى أهم الطرق للوصول الى ذلك الهدف .

-3 –

لقد روي عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) أنه قال :

{ ان العبد اذا أذنبَ ذنباً نكتت في قلبه نكتةً سوداء فانْ تاب ونَزَعَ واستغفر صُقل قلبه ،وإنْ عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الرنين الذي ذَكَرَهُ الله في القرآن :

« كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون «

الانفطار / 19

والحديث بمثابة الموعظة التي يسلّط فيها النبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم ) الأضواء على ما تُحدثه الذنوب من آثار سيئة .

انّ كل ذنب من الذنوب يُشكّل نقطة سوداء على القلب، فاذا ما ازدادت الذنوب وتراكمت تحوّل القلب الى قطعة سوداء وحينها يعمى عن الرؤية الصحيحة، ويتخبط في مساراته، هذا اذا لم يبادر الى التوبة والإقلاع عن ارتكاب تلك الذنوب، ويتوج ذلك بالاستغفار فانّ الله سبحانه فتح باب التوبه لعباده وهو يحب التائبين .

قال تعالى :

(إنَّ الله يحب التوابين)

البقرة /22

وقد وسعت رحمته السموات والارض فاذا استغفره العبد طالباً مغفرتَه ورحمته مَنَّ عليه بالمقصرة .

قال تعالى :

( وربك الغفور ذو الرحمة )

الكهف / 58

-3 –

في الحديث الشريف :

(لا صغيرةَ مع الاصرار ، ولا كبرةَ مع الاستغفار)

والاصرار على الذنب  فِعْلُه مرتين .

-4-

وقد يؤجل بعضهم التوبة – وهو في عنفوان شبابه الى مرحلة الشيخوخة - وهنا يخاطبه الشاعر الحكيم قائلا :

يا مَنْ يُعِدُ غداً لِتَوْبَتِهِ

أعلى يقينٍ مِنْ بلوغِ غدِ ؟

أيام عمركَ كلها عَدَدٌ

ولعلَّ يومَك آخرُ العَدَدِ

-5-

وهكذا نخلص الى وجوب المبادرة الى التوبة والاستغفار ، والمسارعة الى جلاء القلوب وتطهيرها، وطي صفحات الماضي الملوث بالأدران لتبدأ مرحلة النقاء والصفاء والصفحات البيضــاء .

ربنا وفقنا للتوبة النصوح وأسبغ علينا رضاك انك انت ارحم الراحمين .