خام برنت يتهاوى بعد تصعيد إيراني على قاعدة العديد

النفط: ملاكاتنا الوطنية تؤمّن إنتاج الحقول بعد إجلاء الأجانب

بغداد - الزمان

أكدت شركة نفط البصرة، إن ملاكاتها الوطنية تقف في الصف الأول لتأمين الحقول النفطية وضمان استمرار الإنتاج بعد إجلاء عدد من ملاكات الشركات الأجنبية، مشددة على إن عمليات التشغيل والمراقبة تسير بانسيابية كاملة دون أي تأثير على تدفق النفط.

اجلاء اجانب

وقالت الشركة في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الشركات العاملة في حقول شركة نفط البصرة والمتعاقدة ضمن جولات التراخيص، قامت بإجلاء بعض الكوادر الأجنبية، ولاسيما شركة بي بي البريطانية العاملة في حقل الرميلة بشكل مؤقت)، وأشار إلى إنه (لم يكن هناك تأثير على سير العملية الإنتاجية، حيث إن الملاكات العراقية تقوم بعمليات التشغيل والمراقبة بصورة كاملة، بالتعاون مع المشغل عن بعد)، وتابع البيان (أما الحقول الأخرى فهناك إجلاء بعض الملاكات مثل شركة أي ان اي، حيث قامت بتخفيض ملاكاتها تدريجياً من 260 موظفا إلى 98 موظفا حالياً يعملون بشكل طبيعي في الحقل، بالتعاون مع الملاكات العراقية لإدارة العمليات البترولية، أما الشركات الصينية التي تدير حقول غرب القرنة واحد والسيبة والفيحاء، فلا يوجد إجلاء لملاكاتها، والعمل مستمر وبشكل انسيابي)، ومضى البيان إلى القول إنه (لا يوجد تأثير أو إجلاء لملاكات شركة لوك أويل، واما شركة توتال فقد قامت بإجلاء 60 بالمئة من ملاكاتها، تحسباً لأي طارئ، ولم يتم التأثير على العمليات البترولية).

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت عند الإغلاق، أكبر انخفاض لها منذ آب 2022. وأدت موجة البيع المكثفة إلى تبديد الارتفاع الأولي الذي شهدته أسعار النفط ليلة اول امس، والذي نتج عن مخاوف من أن إيران قد ترد باستهداف البنية التحتية للطاقة في الشرق الأوسط. وبدأت أسعار النفط بالانخفاض بعد اعتراض صواريخ إيرانية أُطلقت باتجاه قاعدة العديد الأمريكية في قطر. وانخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي بنسبة 7.25، لتستقر عند 68.51 دولاراً للبرميل. وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق، من تداعيات هائلة على الاقتصاد العالمي في حال أغلقت إيران مضيق هرمز الذي يعد ممرا رئيسا للتجارة النفطية.

تداعيات هائلة

وقال ماكرون خلال زيارته النروج أمس إن (التداعيات على الاقتصاد العالمي، ولاسيما على الصين والعديد من الدول الأخرى، ستكون هائلة وأعتقد أن ذلك سيستدعي ردود فعل كثيرة، وستكون الضغوط على إيران كبيرة). 

وطرح مشرّعون إيرانيون، مجددا خيار إغلاق المضيق كوسيلة رد على العدوان الأمريكي. ويعود اتخاذ قرار بهذه الأهمية الى المجلس الأعلى للأمن القومي والمرشد الأعلى، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة. وغالبا ما لوّحت طهران بورقة مضيق هرمز كوسيلة ضغط في مواجهاتها الإقليمية والدولية.  ويقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عُمان ويربط مياه الخليج بخليج عُمان، ويُعد من أكثر الممرات البحرية عرضة للمخاطر، نظرا لضيق عرضه البالغ نحو 50 كيلومترا، وعمقه الذي لا يتجاوز 60 مترا. وبرغم ذلك، فإن عرضه وعمقه كافيان لاستيعاب مرور عدد كبير من ناقلات النفط. وتنتشر في المضيق جزر صحراوية وجزر ذات كثافة سكانية منخفضة، لكنها ذات أهمية استراتيجية كبيرة، بينها جزر هرمز وقشم ولارك الإيرانية.

 وعلى الساحل العُماني، تقع شبه جزيرة مسندم قبالة إيران، وتفصلها عن بقية السلطنة أراض تابعة للإمارات. وقبالة سواحل الإمارات، تشكل الجزر الثلاث طُنب الكبرى وطُنب الصغرى وأبو موسى نقطة تطل على سواحل الخليج. وتسيطر إيران على الجزر الثلاث منذ العام 1971، رغم أن سيادتها متنازع عليها مع الإمارات منذ عقود.

ويُطل مجمّع سيريك الذي بدأت إيران إنشاؤه بمساعدة روسيا مطلع العام 2024، على مضيق هرمز، ويضم أربع محطات بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ خمسة آلاف ميغاواط. ويُعدّ مضيق هرمز، إلى حد بعيد، طريق الشحن الرئيس الذي يربط الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوربا وأمريكا الشمالية. وفي 2024، عبَر المضيق نحو 20 مليون برميل من النفط الخام يوميا، بحسب وكالة الطاقة الأمريكية، ما يمثّل نحو 20 بالمئة من الاستهلاك العالمي من النفط.