الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أمسية ثقافية عن (النرجسية)


أمسية ثقافية عن (النرجسية)

كربلاء - عبدالهادي البابي

..........

تحت عنوان (النرجسية ...في الأسطورة والأدب) كانت هناك محاضرة من على منبر نادي الكتاب في كربلاء ألقاها الباحث حسين عبيد عيسى وقدمه الأستاذ خليل الشافعي وحضرها نخبة من مثقفي كربلاء  .. جاء فيها :

لقد إبدع الإغريق في مجالين رائعين هما : الفلسفة والأسطورة .. كما ولهم إبداعات أخرى كالفن والخطابة والنحت والطب وغيرها ..

ومن من بين الكم الغفيرلأساطيرهم أسطورة الفتى (نرسيس) ..الذي هو إبن إله الأنهار وأمه آلهة الواحات والحقول ..كان هذا الفتى غاية في الجمال عشقته كل فتيات الإغريق ، وكذلك عشقته مائة حورية ، فلم يستجب لأي منهن ، بل أذلهن ولم يعرهن بالاً ..فإشتكينه الى آلهة الحب والجمال (أفروديت) التي قررت معاقبته..وعندما ذهب الى الصيد فإنه عطش وتوجه الى ينبوع ماء وقبل أن يغترف منه فوجئ بصورته منعكسة على صفحة الماء وتلك أول مرة يراها ، فإندهش لجماله وأعجب بحسنه وعشق ذاته..وبسبب طول تطلعه الى صورته تحجرت عيناه وسقط في النبع..وعندما جاء مرافقوه لم يعثروا عليه داخل الماء لذا إضطروا الى تجفيف ماء الينبوع ، ولكنهم فوجئوا بنبتة صغير في القاع ، فعلموا أن فتاهم تحول الى هذه النبتة ، وسميت بإسمه حتى عرفناها باسم (النرجس) .

وربط الباحث حسن عبيد بين رنسيس ونبات النرجس فقال ..أكتسبت زهرة النرجس صفات الفتى ، فكانت تكره أن يكون نبات آخر قريباً عليها..وقد تم  إستخدام هذه النبتة في مجلات عدة منها الطب والزينة والتقديم في المناسبات ..ولعل عالم الطب النفسي الشهير الدكتور (سيغموند فرويد) أستفاد كثيراً من أساطير الإغريق ، وكما هي أسطورة أوديب هي الأشهر التي أنتج منها (عقدة أوديب) ..ثم تناول فرويد أسطورة نرسيس التي أنتج منها النرجسية والتي وصفها بأنها مرض إضطراب النفس النرجسية..وقال : كلنا نولد في هذه الحياة ومعنا قدر من النرجسية..!!

وعن علاقة النرجس بالمجتمع قال الباحث حسن عبيد : إن هناك  صورعديدة  من النرجسية التي يتميز بها بعض الأشخاص حيث ذكرتها بعض الآيات القرآنية والتي علمتنا كيفية التخلص من النرجسية بإعتبارها خلقاً سيئاً ، وفي تاريخنا هناك مجتمعان بشريان تتمثل فيهما تلك النرجسية وهما : اليهود الذين زعموا أنهم شعب الله المختار  وقالوا (نحن أبناء الله وأحباؤه) ..والفرس الذين خلقوا من قوميتهم نرجسية طاغية ، وفي مقدمة  علمائهم الشاعر والفيلسوف (الفردوسي) صاحب كتاب (الشاهنامة)..الذي جعل العنصر الفارسي فوق كل البشر..

وعند العرب هناك من الشعراء من بالغ في مدح قبيلته ورفعها فوق القبائل والأمم  كما في  معلقة الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي وقوله :

لنا الأرض ومن أضحى عليها ...ونبطش حين نبطش قادرينا

،ومثلها الشاعر أبو فراس الحمداني ..وكذلك الشاعر المعري ..وقد تجلت النرجسية الطاغية في شعر المتنبي وهي كثيرة جائت في أبيات شعره وهي تطفح بنرجسية عالية مثل قوله :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ..وأسمعت كلماتي من به صممُ ..!

وفي ختام الأمسية كانت هناك مداخلات من الحضور أثرت موضوع المحاضرة وأضافت لها كل ماهو جديد ..

 


مشاهدات 136
أضيف 2025/09/01 - 3:12 PM
آخر تحديث 2025/09/03 - 1:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 57 الشهر 1505 الكلي 11419378
الوقت الآن
الأربعاء 2025/9/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير