لوكنت صحيح بتحب عنوان الديوان الجديد للشاعر المصري"  عادل بسيوني " إيحاءات جديدة في الغزل

قاسم الماضي

صدر للشاعر المصري  " عادل بسيوني " ديوان جديد بعنوان " لو كنت صحيح بتحب " وهو من الدواوين التي تثير فينا ظاهرة الغزل الذي يتعدى الروح وتنسكب افاقه الى القلب الهائم الذي ترسم ملامحه الى مديات أخرى .

 وهو عن دار نشر فنون قي القاهرة ، والديوان من القطع المتوسط . وسبق للشاعر ان أصدر العديد من الدواوين الشعرية ، وله عدة كتب أدبية في مجال القصة والرواية .

ومثل هذه الدواوين التي تكتب باللغة العامية ،وتأخذ على عاتقها توصيل الأفكار التي تلأئم الواقع المعاش ، وما يكتبه الشاعر بلغة دراجة ومفهومة من قبل القارئ ، حتى انه اطلق عليه ديوان " عامية " أي كتب باللهجة المصرية التي يعرفها القاصي والداني .

وفي مقدمة الكتاب ، جاء الأهداء الذي عبر عنه بكل ما يحمل من قيم ومشاعر حيث يقول " إلى التي تعرف نفسها ، وغابت في متاهات الحياة "وكأنه يوصول رسالته بذات مفاهيم قصيدته الشعبية أو لنقل الدراجة .

 وهنا يؤكد فعلها الذي ظل في داخله مجهولاً ، وهو الباحث عن هذه المرأة التي شكلت لديه مساحة واسعة من هذا الإختفاء القسري ، وهو  يجاهد عبر قصائده الغزلية التي انطلق منها لتكون أسئلة مستفزة للقارئ ، وربما هذه الأسئلة هي الغور والبحث عن مكنونات النفس البشرية .وفي قصيدة " لما الدنيه كات بتديق " يقول :

أنا اللي ليا ومش عليه

مشكور يا خلي ظلمتني

وبيسألوني ........؟

هوه فين يا صحبي همك ؟

وبعد التوغل والبحث ورسم هيكلية القصيدة في هذا الديوان ، نكتشف لدى الأديب " بسيوني " والتي كانت بمثابة رزمة من هذا الهم اليومي الذي عاشه ،هل بإمكاننا ان نصف مشاعره الإنسانية إلى عامية إو فصحى أم أن الشاعر تأثر بما وقع عليه ، وماذا نسمي هذه الظاهرة ، والجميع يعرف ان الشاعرين المصريين العاميين وهما الشاعر " أحمد فؤاد نجم " والشاعر " عبدالرحمن الأبنودي " كانت قصائدهم تكتب بالهجة المصرية .

 وفي قصيدة " مناجاة " يقول

خلقت لينا العيون

وياريتها ما كانت

عشقانة ملو الجفون

في الحب مانالت

ويؤكد بعض النقاد " الكتابة بالعامية ابتداء هي استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، لأن الكاتب بالعامية هو كاتب مؤقت ذائب ، سرعان ما ينسى لأنه سوف يصعب التواصل معه آنيا ً ومستقبلاً ، أما أنيا فلأن العامية مهما انتشرت فهي محصورة ببيئة أو ببيئات ، محدودة بضيق وعائها اللغوي وردائته ، وأما مستقبلا ً فلأن العامية لهجة متقلبة غير مستقرة وعدم استقرارها ناشئ عن فسادها ، لا عن كونها قابلة للتطور .1

 وفي قصيدة " افهم بقه " يقول

فيه حد شاف

قلب مسكون بالعذاب

وهنا أراد الكاتب المصري " البسيوني " ان يؤكد مفهوم الصورة الذهنية التي عمل عليها في مجمل قصائد هذا الديوان " لو كنت صحيح بتحب " مستخدما اللغة الدارجة " اللهجة " كي يلامس مكنونات الروح المختفية ويظهرها بطريقة مختلفة حتى يبين لنا هذا الخزين المعرفي من القاهرة إلى ولاية ميشيغان الأمريكية ،وللشعر الشعبي توجد عدة انواع وهنا نتحدث عن الشعر الشعبي المصري فهو يحتوي على تنويعات كثيرة في بحور الشعر العربية مستخدما ً تشكيلة واسعة في قصائده المختلفة .

دبل عودي ومال الفرع

يبقى خلاصي

صابني الهوى

ما عَدش منو مناص .

وهنا أوكد قول الشاعر والأديب " البسيوني " فالحياة عالم غريب ملئ بالتناقضات ، فأنت المغامر وأنت الطموح الجريء الحزين البائس  الذي تلفه دوائر الكآبة ، الحياة أكبر من أن نهزمها ، وإنما غاية الأمر أننا نخوض معاركها بإرادة لا تعرف الكلل .

قاسم ماضي – ديترويت