المحطة الأخيرة
منتصر صباح الحسناوي
ثمة لحظة في حياة كل إنسان، يتوقف فيها وسط الزحام، لينظر إلى نفسه ويسألها: أين المحطة الأخيرة؟ وهل حقاً هناك محطة… أم أن العمر كله مجرد سفر لا يبلغ المدى؟ في زمنٍ فيه الطرق أطول من الرغبات، والعالم قطاراً سريعاً بلا توقف، لا يُمهل أحداً أن يسأل، ولا يمنح فرصة للتأمل… يصبح هذا السؤال أكثر ضرورة. ماذا لو عاد تولستوي اليوم؟ سيكتشف أن المحطة الأخيرة لم تعد مكاناً عند حافة مدينة في الجنوب البعيد، ولا مقعداً خشبياً في محطة قطار نائية. لم تكن هناك أصلاً… ربما يكفي أن تكون المحطة الأخيرة لحظة صمتٍ يصلها الوعي، حين تدرك أن كل ما كنت تظنه مهماً، ليس أكثر من ظل، وأن ما كنت تهرب منه… هو بالضبط ما كنت تبحث عنه طوال الوقت.
المحطة الأخيرة… قد تكون في صباح بسيط هادئ، أو في لحظة تقف فيها وتقول: “يكفي… هذا العالم لا يحتاج مني أكثر من أن أكون إنساناً… حقيقياً، صادقاً، حياً.” العالم لن يتوقف، ولن يمنحك إشعاراً بأنك وصلت. لكنه أيضاً… لن يمنعك من أن تقف وتقول: “هنا… محطتي الأخيرة.
لا لأنها النهاية… بل لأنها البداية .