الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وهم وخداع حل الدولتين

بواسطة azzaman

وهم وخداع حل الدولتين

ضياء السعدي

 

في خضم  الصراع العربي مع الكيان الصهيوني «إسرائيل» ومنذ تأسيسه بقرار تقسيم فلسطين العربية بالقرار الصادر من الجمعية العامة الأمم المتحدة المرقم 181/1947 وعلى وجه التحديد في نهاية حرب 1948برزت للوجود مشاريع تسويات وحلول فلسطينية وعربية ودولية وكان واحدٌ منها مشروع حل الدولتين وملخصهُ إقامة دولتين دولة فلسطين ودولة «إسرائيل» والذي تم التعبير عنه بصراحه في العديد من نصوص المواثيق والمعاهدات الدولية بعد حرب الخامس من حزيران عام1967 والتي انتهت باحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ووضعها تحت السيطرة العسكرية الصهيونية المباشرة، وصدور قرار مجلس الامن الدولي بالصياغة البريطانية المرقم 242/1967 المتضمن تأكيد الاعتراف بـ(إسرائيل ) والزام قواتها العسكرية المحتلة بوقف الحرب وبالانسحاب من (أراضٍ) احتلت، والذي عد في ما بعد احد المصادر القانونية الدولية في مشروع تصفية النزاع العربي الصهيوني .

لقد تبنت مؤخرا مشروع حل الدولتين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا بعقد مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وبهدف الترجمة العملية، لقيام دولة فلسطين المستقلة الى جانب دولة (إسرائيل) هذا التوجه الدولي بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المرتبط بالاعتراف بالكيان الصهيوني، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، وبالعديد من التنازلات والتراجعات الماسة بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف كما في مبادرة السلام العربية واتفاقيات أوسلو والرباعية الدولية وأيضا الذي تكفلت به المعاهدات والاتفاقيات المبرمة بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني، وضمان الولايات المتحدة الامريكية ، لا قيمة له على صعيد الواقع وبسبب رفضه وعدم قبوله ابتداءً من قبل (إسرائيل). وبالتالي فهو لا يعدو عن كونه مشروع شكلي ومجرد كلام على ورق غير قابل للتحقيق والحياة، مما يبقيه في اطر  الوعود وبيع الأوهام وخُداعا لشعب فلسطين والعرب والمسلمين، ان لم يكن مقصودا منه محاولة بائسة لاستيعاب او لتهدئة غليان شعوب الأرض قاطبة ورفضها لما يجري في غزة والمتجلي بالتجمعات والتظاهرات والمسيرات الغاضبة والمستنكرة للعدوانية الصهيونية العنصرية المتوحشة التي مَنفكت عن ممارساتها في ارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية، القائمة على القهر والقتل والتجويع والتشريد والحصار. وفي مشهد إرهابي يومي مروع ومخيف يعبرُ عن أساليب منهجية مستحدثة وغير مألوفة من قبل القوة العسكرية للكيان العنصري الصهيوني المحتل والمستوطنين المسلحين في التعامل مع شعب فلسطين في غزة والضفة الغربية تفوق أساليب النازية، ضراوة ووحشية ولم يشهد لها التاريخ البشري مثيلا . ينبغي ان لا يغرب عن بالنا دائما ان (إسرائيل) صنعتها الصهيونية العالمية لتقوم في أدوار واستهدافات خطيرة وعديدة في المنطقة العربية مستندة على ادعاءات  تاريخية كاذبة ووقائع دينية تلموديه مزيفة وان عقيدتها العنصرية قائمة على التوسع والاستحواذ والاستيطان وانها لا تكتفي بالاحتلال والهيمنة على فلسطين ارضا وشعبا وانما لتمد في توسعها الى (إسرائيل الكبرى) كما جاء في اعلان مجرم الحرب نتنياهو ليشمل أراضي عربية أخرى مجاورة وغير مجاورة في تحدي وجودي للشعب العربي والدول العربية ذلك ان (إسرائيل) كيان تلازمهُ الطبيعة العدوانية العنصرية، والمدعم عسكريا واقتصاديا من جانب الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية، اذ لا وجود ل( إسرائيل ) دستور مكتوب او قانون يحدد وجودها الجغرافي وحدوده وبما يسهم بتنفيذ مشروعها القائم على التوسع و الامتداد، وامام هذه الحقائق يكون حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين ليس الا خُداعاً ووهما لا اكثر .

 الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب

 

 

 


مشاهدات 63
الكاتب ضياء السعدي
أضيف 2025/08/26 - 3:25 PM
آخر تحديث 2025/08/27 - 1:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 35 الشهر 19119 الكلي 11414205
الوقت الآن
الأربعاء 2025/8/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير