الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دم المرأة العراقية رخيص

بواسطة azzaman

دم المرأة العراقية رخيص

زهـراء السعـدي

 

في العراق، تقتل النساء كل يوم، ويُسفك دمهن وكأنه ماء، بلا حساب ولا خوف من قانون. هنا، كرامة المرأة تُدهس تحت أقدام أعراف بالية، وقوانين عاجزة تتواطأ مع القاتل بدل أن تردعه.. أي عدل هذا الذي يبرر قتل امرأة بحجة «الشرف»؟ أي قانون ذاك الذي يمنح المجرم أعذارًا مخففة، ويطلقه إلى الشارع كأنه بطل لا قاتل؟

أليس في ذلك خيانة صريحة للإنسانية قبل أن يكون خيانة للدستور؟

المرأة العراقية اليوم ليست مواطنة لها حقوق، بل مشروع ضحية مؤجلة. تُقتل لأنها أحبّت، أو لأنها رفَضت، أو لأنها فقط امرأة. دمها يُسال على عتبات البيوت، ويغسل بالسكوت، لتُدفن مرتين: مرةً في القبر، ومرةً في ذاكرة وطنٍ اعتاد إهانتها.

إن هذا الواقع ليس قدرًا من السماء، بل جريمة مجتمع يشرعن القتل باسم التقاليد، ودولة تصمت وكأنها شريكة في الجريمة.. فالصمت تواطؤ، والقوانين الرخوة مشاركة في سفك الدم.. لن يكون هناك عراق عادل أو حر ما دامت نساؤه يذبحن بلا محاسبة.

 لن ينهض وطن دم نسائه رخيص. فإذا لم تُكسر قيود الأعراف المتوحشة، ولم تُكتب قوانين صارمة تحمي المرأة بجدية، فسيبقى العراق غابةً يحكمها السيف لا القانون.

المرأة ليست شرفا يغسل بالقتل، بل إنسان ينهض به الوطن أو يسقط بسقوطه.

وحين يداس دمها تحت صمت الدولة، فإن الجريمة ليست جريمة فرد، بل جريمة وطن كامل.


مشاهدات 111
الكاتب زهـراء السعـدي
أضيف 2025/08/19 - 3:17 PM
آخر تحديث 2025/08/23 - 10:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 326 الشهر 16418 الكلي 11411504
الوقت الآن
السبت 2025/8/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير