الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المستضعفون

بواسطة azzaman

المستضعفون

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

‭ ‬دخلت‭ ‬الأحزاب‭ ‬العراقية‭ ‬للعرب‭ ‬السُّنة‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬برّاقة‭ ‬ومدوية‭ ‬تخص‭ ‬حقوق‭ ‬المغيبين‭ ‬منذ‭ ‬عمليات‭ ‬تحرير‭ ‬المدن‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬لاسيما‭ ‬أولئك‭ ‬الشباب‭ ‬بالمئات‭ ‬وربما‭ ‬بالآلاف‭ ‬الذين‭ ‬اختطفتهم‭ “‬جهات‭” ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬معابر‭ ‬المدن‭ ‬خلال‭ ‬النزوح‭. ‬ومرّت‭ ‬دورة‭ ‬انتخابية‭  ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تظهر‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬لتطمين‭ ‬أهالي‭ ‬المختطفين‭ ‬والمغيبين‭ ‬والمغدورين،‭ ‬لإقامة‭ ‬الحقوق‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬الأقل‭ ‬للذين‭ ‬تأكد‭ ‬مقتلهم‭. ‬ولا‭ ‬يسعى‭ ‬أهالي‭ ‬أولئك‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الجروح‭ ‬الغائرة‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أنهم‭ ‬ستندمل‭ ‬بسنوات،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬بسيطة‭ ‬وحقيقية‭ ‬عن‭ ‬الضحايا‭ ‬أمواتاً‭ ‬كانوا‭ ‬أو‭ ‬معتقلين‭.  ‬ولم‭ ‬يطالبوا‭ ‬يوماً‭ ‬بالاقتصاص‭ ‬من‭ ‬الجُناة،‭ ‬لسببين‭ ‬معروفين،‭ ‬أولهما‭ ‬انهم‭ ‬من‭ ‬الطبقات‭ ‬المسحوقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬واذا‭ ‬برز‭ ‬لهم‭ ‬صوت‭ ‬ألصقت‭ ‬بمَن‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أبنائهم‭ ‬تُهم‭ ‬الانتماء‭ ‬لداعش‭ ‬أو‭ ‬البعث،‭ ‬والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬أنّ‭ ‬مَن‭ ‬يدّعي‭ ‬تمثيل‭ ‬العرب‭ ‬السُنة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي‭ ‬وسواه‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬فمه‭ ‬المليء‭ ‬بالصفقات‭ ‬الدسمة‭.‬

‭  ‬وجاء‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الجديدة،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬سيكرر‭ ‬بعضهم‭ ‬ذات‭ ‬الشعارات‭ ‬الفارغة‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بكشف‭ ‬الحقائق‭ ‬ورد‭ ‬الحقوق،‭ ‬فيما‭ ‬كل‭ ‬الأوراق‭ ‬مكشوفة‭ ‬والافق‭ ‬قاتم‭ ‬والخُدع‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬أحد‭.‬

‭ ‬انّ‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬أجهزة‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬كانت‭ ‬عنواناً‭ ‬للمباشرة‭ ‬بمرحلة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬بدعم‭ ‬امريكي‭ ‬دولي‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬مثيلا‭ ‬له‭ ‬ابتدأت‭ ‬العام‭ ‬2003‭. ‬ويستحق‭ ‬أولئك‭ ‬الضحايا‭ ‬الانتصاف‭ ‬لحقوقهم،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الزمن‭ ‬قد‭ ‬تقادم‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاحداث‭.‬

اليوم،‭ ‬هناك‭ ‬صفحات‭ ‬مظلمة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬مكاشفة‭ ‬الشعب‭ ‬بها،‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكنها‭ ‬وقائع‭ ‬ماثلة‭ ‬وشاخصة،‭ ‬ستندفع‭ ‬الى‭ ‬السطح‭ ‬عند‭ ‬أقرب‭ ‬منعطف‭ ‬يدخل‭ ‬فيه‭ ‬البلد‭ ‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬اذا‭ ‬حدث‭ ‬عدم‭ ‬رضا‭ ‬أمريكي‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬العراقي‭.‬

‭ ‬من‭ ‬السذاجة‭ ‬اعتقاد‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ان‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬البلد‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2003‭ ‬وتعرف‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬قد‭ ‬أغلقت‭ ‬عيونها‭ ‬عمّا‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬آلاف‭ ‬الشباب‭ ‬بتُهم‭ ‬جماعية‭ ‬ذات‭ ‬أغراض‭ ‬معروفة،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يصدقوا‭ ‬أنهم‭ ‬نجوا‭ ‬من‭ ‬بطش‭ ‬داعش‭ ‬وكانوا‭ ‬يظنون‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬سينقذهم‭.‬

‭ ‬سمعتُ‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬خارجي ‬أظنه‭ ‬مهمّاً،‭ ‬انّه‭ ‬ستفتح‭ ‬الملفات‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬المناسب‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬الضحايا‭ ‬العراقيين‭ ‬الضعفاء‭ ‬المقهورين‭ ‬مسلوبي‭ ‬الإرادة،‭ ‬لأنّ‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬الدماء‭ ‬لن‭ ‬تطمس‭ ‬الى‭ ‬الأبد‭.  ‬

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 90
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/08/18 - 2:31 PM
آخر تحديث 2025/08/19 - 12:57 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 470 الشهر 13577 الكلي 11408663
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير