الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا بقي من الشرع..؟

بواسطة azzaman

ماذا بقي من الشرع..؟

عباس الجبوري

 

١-بعد مجزرة الساحل السوري على العلوييين والتطهير الدموي الذي مارسته الفصائل التكفيرية ..شكلت الحكومة السورية لجنة تقصي وتحقيق في (الحرب الاهلية) في الساحل..ولم تظهر النتائج الا بعد اندلاع مجازر جديدة في محافظة السويداء (الدروز)..وربما لاتضهر النتائج الا بعد (مجزرة الاكراد) المنتظرة من قبل الملثمين ..لتكتمل مسرحية الدم التي كتب نصها الكثيرون قبل ان يصل الايغور ساحة المرجة ..

٢-مابين مجزرة العلويين ومجزرة الدروز عدة شهور..وكلا المجزرتين جرت تحت عدسات الكاميرات وأنوار الفضائيات..وكان المنفذ واحداً..والضحية بلونين ..وكما احيلت الاولى الى لجنة تحقيقية أحيلت الثانية الى نفس اللجنة الاولى ..وقيدت الجريمتان بذمة أشباح وعناصر منفلتة ..وبعض الفلول …في الساحل قتل أكثر من ١٠٠٠ سوري وفي السويداء قتل أكثر من ١٠٠٠ سوري والكثير من الجرحى والحرائق وهدم الدور..وحلق اللحى والشنب…والاحلام

٣-في الحرب على السويداء..دخلت اسرائيل على الخط لتسقط السيادة السورية الى الابد بقصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع السورية..وتحديد خط أحمر للحكومة السورية عليها ان لاتتجاوزه..وانذار الحكومة السورية بالانسحاب من السويداء وعدم دخولها..لتنهي اسرائيل بقصف وزارة الدفاع والقصر الرئاسي ووضع الخطوط الحمراء في جنوب سوريا والسويداء .. ولينهي الكيان الصهيوني (قصة الشموخ السوري القديمة).. ويمارس اذلالاً بلا حدود بحق الوطن والشعب والانسان السوري العزيز..

وزارة الدفاع والقصر الرئاسي رمزيتا سيادة ومجد ..تهدمتا تحت لؤم وثأر قديم..

٤-وبعد المجزرتين اندفع الشرع باتجاه اسرائيل باحثاً عن أمان مفقود له ولغيره..وبدل أن ينفتح على المكونات السورية ويحاول تقريبها..أسرع الى الكيان المحتل ليكسب رضاه..عاملاً بمشورة قديمة ( كن صديقاً لاسرائيل ..وافعل ما تشاء)..ولكن اسرائيل استقبلته (هارباً )من قصفها مستسلماً لارادتها..وحتى بلا (سلاح أبيض)..لتملي عليه سردية الاستسلام..

٥-تركيا التي لم تصرف دولاراً واحداً على سوريا..رأت في مشهد الاستسلام السوري للكيان المحتل..ابتعاداً لسوريا عن مدارها العثماني.. فقدمت النصيحة (الغريبة) للشرع للذهاب الى روسيا والانفتاح عليها وبكل الافاق ..

بقي الشرع يفكر بالنصيحة السورية إسبوعاً كاملاً قبل أن يستلم رسالة هاتفية من هاقان فيدان وزير الخارجية التركي تطلب منه الاسراع في زيارة موسكو.. وكانت الزيارة الاضطرارية كما وصفها الاعلام الغربي..

٦-وصل وزير الخارجية السوري الى موسكو..وبعد الاجتماع الاول طلب الروس منه أن يحضر وزير الدفاع السوري (الذي جاء بمعية) ماهر الشرع رئيس ديوان الرئاسة السورية وشقيق الرئيس أحمد الشرع..

كانت مباحثات موسكو تجري بايقاع سريع ..وكان وزير الدفاع السوري (الناجي من الموت) بسبب القصف الصهيوني  أكثر اندفاعاً في التوقيع على ملفات الغرف الروسية الكبيرة والقديمة .. مما جعل بوتين الرئيس الروسي يرحب بالوفد ويستقبله بعد عرس التواقيع ..بحرارة موغلة بالتصغير..

٧-نصيحة تركيا لسوريا بزيارة موسكو ..كانت لاسباب منها..

أ-لاعادة التوازن على الارض السورية للقوى الموجودة هناك(الاسرائيلية والامريكية)..ولعدم الثقة الكاملة باسرائيل

ب-كان الوجود الروسي سابقا عبر الدوريات الروسية (محصناً) لم تمسه اسرائيل بسوء

ج-لم يصل سوريا ماتريد من الاموال والاستثمار من اميركا والدول الغربية..وما وصل اليها سوى الوعود والتفاؤل..

د-خشية تركيا من الشقاوة الاسرائيلية واحتمالات الاحتكاك بها.. واضهار تركيا بمضهر الضعيف او العاجز..

هـ-تحييد الدور الروسي من العمل ضد الحكومة السورية في مجلس الامن وفي الساحل السوري.. ولم تنسى الحكومة السورية (وجود بشار الاسد ) في موسكو ك(بديل جاهز)..في حال تطور الاحداث

٨-وهناك نصيحة ثانية (أغرب من الاولى) قصّتها احدى الدول الخليجية في (أذن الشرع) الطويلة والتي مفادها بضرورة الانفتاح على (ايران) ..نعم ايران…لاسباب منها

أ- الاستعانة والتلويح بالعداء الايراني بوجه الميليشيات التي تعارض الشرع في كل شي

ب- عدم ترك سوريا لقمة سائغة بيد المملكة العربية السعودية..تلعب بها ماتشاء ..وهذا لاقى استحساناً تركياً من اردوغان..

ج-الدخول الايراني(العلني) يمكن الاستفادة منه في تهدئة المعادلة العلوية في الساحل ..

د- تعتقد تركيا ان وجود روسيا و ايران على نحو أقل ضمانة لسوريا من التقسيم الذي تنشده اسرائيل وتعمل عليه..

٩-في لبنان والعراق و(قسد سوريا)من شيعة ودروز وأكراد ومسيح ..وغيرهم ..كانت عيونهم تراقب مجازر الساحل والسويداء بعيون ونواظير ليلية ..وراحت تثقف جماهيرها بمخاطر القاء السلاح وتسليمه وهي ترى المجازر على التراب السوري بكل انواع الاسلحة المادية والمعنوية وبلا رادع لها..وهي تخشى عبور المجاميع (التكفيرية) الحدود لترتكب المجزرة الثالثة اوالرابعة  ..بدم صيني او أفغاني بارد ..حار

١٠-في موسكو وفي قاعة كبيرة(جم رياضي) قريبة من فندق انتر كونتيننتال الذي نزل به الوفد السوري.. والقريب من الساحة الحمراء..كان الرئيس السابق بشار الاسد يمارس الجري على جهاز الجري ..وهو ينظر الى التلفزيون المعلق في القاعة يعرض مراسم توقيع الاتفاقيات مع الجانب الروسي..تبسم بشار بطريقة تشبه الاسف..ثم استرسل في ضحكه وهو يرى وزير الخارجية السوري (متلعثماً) أمام العنيد والعتيد لافروف ..وقبل ان يعود لجريه السريع همس في سمع (قريب) منه (كلمات) لاتخلو من (الفرح الغريب) والمجهول الاسباب.. ربما وربما ..لذلك ولغيره ..أو لان الوفد العسكري السوري كان (بلا أقلام) ..فاستعان بالاقلام الروسية للتوقيع ..بعد ترك كل الاقلام تحت القصف الاسرائيلي حين وصلت اليه رسالة (قطرية) من اسرائيل تخبره بضرورة ترك المكان قبل قصفه..

هي سردية قاسية ولكنها لاتشبه الاساطير ..وهي حكاية مريرة ولكنها اقترنت بالفرار.. وهي (سالفة) ولكن برباط واحد.. وأصوات مختلفة..ودخان أصفر لا تحبه مواقد الشتاء ..

 

مجلس النواب العراقي


مشاهدات 127
الكاتب عباس الجبوري
أضيف 2025/08/09 - 2:21 AM
آخر تحديث 2025/08/09 - 3:25 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 517 الشهر 6437 الكلي 11401523
الوقت الآن
السبت 2025/8/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير