الجنوب الفرنسي والحكومة وعدت بالمساعدة
حرائق غير مسبوقة هي الأسوأ منذ العام 1949
باريس -سعد المسعودي
أندلعت الحرائق في الغابات القريبة من مدن الجنوب الفرنسي بأتجاه الحدود الأسبانية ولاسيما في مقاطعة “ أود “، واجتاحت الحرائق لأكثر من 16 ألف هكتار خلال 24 ساعة الماضية ، ما أسفر عن مقتل امرأة. كما أصيب رجل بحروق بالغة، وفُقد أشخاص آخرين .
وتضرر أكثر من 10 آلاف شخص من أصحاب الفنادق المطله على البحر المتوسط بسبب الغاء الحجوزات المسبقّة ولاسيما مع بداية الموسم السياحي السنوي , وكانت تشير قبل موجة الجرائق “بكامل العدد” وهم يطالبون بتعويضات من Booking.com الموقع الالكتروني الاكثر انتشارا لحجوزات الفنادق , وتسعى الفنادق للحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بها على مدى عشرين عامًا بسبب بنود تعتبرها مخالفة لقانون المنافسة,
وتفقد رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا بايرو أن هذه الحرائق كارثة وغير مسبوقة”.
وعود رئيس الوزراء
واضاف خلال مؤتمر صحفي خلال زيارة لمنطقة أود، وصف بايرو الوضع بأنه “كارثة غير مسبوقة و في ظل هذه الظروف، وعد رئيس الوزراء “بحشد كل ما هو متاح، بل وأكثر إن أمكن” من حيث التعويضات.
وأضاف: “لكن الالتزامات الإدارية قائمة؛ ولا يمكن إلغاؤها بجرة قلم. أضع نفسي مكان أولئك الذين يشعرون أن الوضع كارثي بالنسبة لهم. أعلم أن الإسراع في ذلك ليس كافيًا عادةً”.
من جانبه، وصف وزير الداخلية برونو ريتيلو الحريق بأنه الأسوأ منذ عام.
وأمتدت ألسنة اللهب بسرعة وسط دخان كثيف، حيث التهمت النيران العالية المدفوعة بالرياح تلال منطقة” كوربيير”، فيما تستمر حرائق أخرى في اجتياح غابات الصنوبر والنباتات.
وقالت مسؤولون في الدفاع المدني إن “الحريق ما زال نشطا جدا بسبب الجفاف والحرارة والرياح القوية”.
وفي بلدة سان لوران دو-لا-كابروريس التي تبعد 30 كيلومترا عن مدينة ناربون.
اضرار كبيرة
أكد المسؤول المحلي ريمي ريسيو أن عائلة أحد السكان لم تتلق أي أخبار عنه حتى الآن، مشيرا أيضا إلى إصابة تسعة أشخاص.
وبحسب تقييم أولي، أدت النيران إلى تدمير وتضرر 25 منزلا و35 مركبة، وقضت على 15 ألف هكتار من الأراضي الحرجية والصنوبرية.
أما دوريات الإطفاء الجوية فتوقفت خلال الليل لكنها استؤنفت صباح الأربعاء في 06 آب/ أغسطس، حيث حلّقت أربعة طائرات كانادير وثلاث طائرات داش وطائرة رصد من طراز بيتشكرافت، إلى جانب مروحيّتين وطائرتين صغيرتين من نوع إير تراكتور، حسبما أفادت السلطات.
كما أشار ريمي ريسيو إلى مشاركة 2000 عنصر إطفاء معزّزين بـ500 آلية على الأرض، حيث يُعتبر هذا الحريق الأكبر خلال الصيف في فرنسا حتى الآن.
في أواخر تموز/يوليو ومع حلول منتصف موسم الصيف، سجلت الحماية المدنية احتراق أكثر من 15 ألف هكتار على المستوى الوطني نتيجة نحو 9000 حريق نشب أغلبها على الساحل المتوسطي.
هذا ولا يزال أكثر من 2500 منزل من دون كهرباء، فيما حذّرت السلطات المحلية من أن السماح لمئات السكان الذين أُجلوا مساء الثلاثاء بالعودة إلى منازلهم لا يزال أمرا مبكرا جدا.
وجدّدت السلطات تعليماتها الأمنية للسكان، داعية إلى “التزام المنازل إلا عند صدور أمر بالإخلاء من فرق الإطفاء” من أجل تجنب الازدحام في الطرق لتسهيل حركة فرق التدخل.
وتعاني المنطقة من جفاف مستمر يجعل الغطاء النباتي شديد الاشتعال، ما دفع السلطات إلى إطلاق أعلى مستوى تحذيري لخطر حرائق الغابات.
ووفقاً لخدمة كوبيرنيكوس الأوروبية التي تغطي معطياتها الفترة حتى الخامس من أغسطس/آب، أتت الحرائق على 24 ألف هكتار من الأراضي الفرنسية منذ مطلع العام.