تجدّد مناشدات الأهالي بزراعة الأشجار وزيادة الغطاء النباتي
تصحير متعمّد ترتكبه أياد خفية لزيادة الأبنية السكنية
بغداد - ابتهال العربي
مضي الحكومة بجملة اجراءات بهدف مواجهة مشكلة التصحر، واكثار الغطاء النباتي، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم ازمة الاحتباس الحراري. ما دعا وزارة الزراعة، الى المضي بخطط لتثبيت الكثبان الرملية، مشيرة الى تحقيق إنجاز كبير بمكافحة التصحر بعد إدراج مشاريع ضمن البرنامج الحكومي. وقال المتحدث باسم الوزارة، مهدي سهر الجبوري، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (أهم التحديات التي واجهها العراق بصورة عامة والقطاع الزراعي بصورة خاصة هي، الجفاف نتيجة قلة الإيرادات المائية، وأيضا انخفاض معدلات تساقط الأمطار، وبالتالي انعكست على التصحر الذي صار يتسع اكثر).
عواصف غبارية
مبيناً انه (الوزارة تعمل على الحد من العواصف الغبارية والتغيرات المناخية، باعتماد برنامج منظومات الإنذار المبكر)، واكد الجبوي ان (دائرة الغابات والتصحر التابعة للوزارة، لديها عدة مشاريع لمكافحة التصحر، التي شملت توزيع مختلف الأشجار دائمة الخضرة في عموم المحافظات والدوائر الحكومية)، لافتاً الى ان (دوائر الوزارة نفذت مشروع الخمسة ملايين شجرة، كما تم استخدام زراعة أشجار مقاومة للجفاف على جانبي الخط السريع الرابط بين محافظات الديوانية، وذي قار، والمثنى، واستخدام الري بالتنقيط لتثبيت الكثبان الرملية وإدامة الأشجار التي زرعت على جانبي طرق الخط السريع، الى جانب مشاريع أخرى أُدرجت ضمن البرنامج الحكومي في اطار مقاومة التصحر). من جانب اخر، باشرت الوزارة بحملات وصفتها بالمكثفة، للقضاء على نبات الداتورة. ونوه مدير قسم البيئة التابع لدائرة التخطيط والمتابعة، حسام مجيد كطوف، في تصريح امس الى (رصد الدائرة نبات الداتورة المخدرة في مناطق جديدة، ما استدعى تنفيذ حملات للكشف الفني ومكافحة وجود النبات، بهدف حماية الأراضي الزراعية من الهلاك). على صعيد متصل، شدد خبير البيئة، عدنان الطائي، على ضرورة مجابهة موجات الاتربة الزاحفة نحو العراق، داعياً الجهات المعنية الى ايجاد حلول حقيقية لمواجهة هذه الازمة.
واوضح الطائي لـ (الزمان) امس عن ان (ظاهرة الاتربة ليست غريبة، وتحدث بسبب جفاف التربة جراء النقص الحاد في المياه وقلة تساقط الامطار خلال السنوات الاخيرة، بالتزامن مع الاحتباس الحراري)، مبيناً ان (المشكلة تزداد بمرور الوقت وتكون اشد امام التحديات المناخية وعدم ايجاد حلول تتضمن معالجة التربة عن طريق مشاريع المياه وزراعة بعض المناطق، والسيطرة على الكثبان الرملية)، وحذر الخبير من (مخاطر دخولها للمدن والتجمعات السكانية والحقول الزراعية، وتعطليها الكثير من الانشطة الاقتصادية والسكانية والمواصلات والاعمال بسبب عدم وجود مياه كافية من شانها ان تحافظ على التربة من التطاير والمناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والتي تشهد زحفا صحراويا كبيرا على حساب المناطق الخضراء).
من جهتهم جدد أهالي بغداد، شكاواهم من قطع الأشجار المستمر الذي تقوم به جماعات مجهولة، مطالبين بانقاذ ماتبقى من الأشجار.
وأثارت عمليات قطع الأشجار انزعاج الأهالي وخبراء البيئة على حد سواء، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد التصحر. وقال عدد من المواطنين لـ (الزمان) امس ان (بغداد أصبحت ضحية القطع العشوائي المتعمد من قبل جهات غير معروفة، تسعى الى إزالة الأشجار والتوسع بالبناء)، محذرين من (التلاعب المستمر وايقاع الضرر بالواقع البيئي من اجل مصالح ذاتية، دون محاسبة حكومية)، بحسب تعبيرهم)، ويذكر ان (فرقاً تابعة لدوائر خدمية أو جهات مجهولة تقوم بقطع أشجار الشوارع والأرصفة والأحياء السكنية، لأسباب وصفت بغير المقنعة، مثل تضرر الأرصفة أو توسيع الطرق، دون وجود خطة لزراعة بدائل عنها).
تنقية الهواء
وشدد مختصون في البيئة، على (ضرورة وقف هذه الظاهرة التي تحرم العاصمة من فوائد الأشجار في تنقية الهواء وتخفيض درجة الحرارة وتقليل آثار العواصف الترابية)، داعين إلى (وضع سياسة حكومية صارمة تمنع قطع الأشجار إلا للضرورة القصوى)، كما حذروا من (تزايد موجات الغبار لاثرها البالغ على زيادة الجفاف والتصحر ونفوق الحيوانات). بدورها، رجحت أمانة بغداد، إزالة الأشجار في منطقة الأربع شوارع بالعاصمة، الى اعمال يراد منها التأهيل، ضمن حملة تطوير شاملة للمنطقة. وذكرت الأمانة في بيان لها ان (تلك الأشجار مصابة بحشرة الأرضة (النمل الأبيض)، مما يهدد سلامة المارة، نظراً لاحتمالية سقوطها، مما استدعى إزالتها حرصاً على السلامة العامة).