الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مساج العقل

بواسطة azzaman

مساج العقل

أسماء محمد مصطفى

 

الثراءُ شعورٌ

حين تكونُ الحكمةُ هدفَك في الحياةِ، تتحولُ حياتُك إلى حروبٍ وتحدياتٍ، لأنّ الألمَ سبيلُكَ إلى الحكمةِ، حتى يرتقي وعيُكَ، ويصنعَ منك الألم مُعلِّماً حكيماً، تكتفي من الألمِ، لكن نهمَكَ للحكمةِ لا ينتهي، حينها، عليك أن تطلبَ الحكمةَ من السلامِ، من السلامِ فقط.

*****

إذا كان صوتُ اللهِ يأتينا من الداخلِ، ونورُهُ يضيءُ فينا أوّلاً من الداخلِ كذلك، فهذا يعني أنّ حياتَنا كلَّها تنبعُ من الداخلِ، أمّا الخارجُ فهو انعكاسٌ

*****

حين تجيدُ التخطي سيأتي إليكَ الجميعُ.

في وقتٍ تثقُ فيه أنَّكَ ارتقيتَ إلى مُستوىً عالٍ جدّاً منَ الوعيِ والنقاءِ والصِّدقِ، يُباغتُكَ القدَرُ بفخٍّ جميلٍ مُغرٍ لِتَهبِطَ درجاتٍ. قد يكونُ الفخُّ من صديقٍ أو مُحبٍّ. ردَّةُ فعلِكَ على الفخِّ، من وُقوعٍ فيه أو تجنُّبٍ له، تُؤكِّدُ لكَ أينَ تَقِفُ بالضَّبطِ في هَرَمِ الوعيِ، وهل كنتَ فعلاً قد نَجَحتَ في كُلِّ الاختباراتِ والتجارِبِ المريرةِ السَّابقةِ حتّى أصبحتَ جبلاً لا يَهتزُّ أمامَ أحجارِ الطَّريقِ.

*****

حين تَشرُقُ من جديدٍ بعدَ تجربةٍ مريرةٍ، علَيكَ أن تكونَ شمساً لِمَن كانَ معكَ في ظلمتِكَ.

كلُّ ماضٍ هو وَهمٌ أو حُلمٌ. اللحظةُ الحاليةُ هي الحقيقةُ، وستَنضمُّ غداً إلى قائمةِ الأوهامِ والأحلامِ.

ونَبقى نَدورُ في الدُّولابِ حتى تَحلَّ اللحظةُ السرمديَّةُ بحقيقتِها المُطلقةِ.

دَعْ إرادتَكَ تَصنَعْ حظَّكَ. الضَّرباتُ التي تَتلقَّاها ليستْ لتحطيمِكَ، بل لِتَخلُقَ مِنكَ نُسخةً فُضلى.

إنَّها تَفتحُ عينيكَ على ما لا تُدرِكُهُ من قُدُراتِكَ. تَفتحُ عينيكَ على جَوهرِ رسالتِكَ في الحياةِ. تَضَعُكَ في مُفترَقِ طريقٍ كانَ علَيكَ أن تكونَ عندَهُ منذُ البدايةِ. لكنْ، كيفَ تَصِلُ إليهِ إذا لم تُعَنِّفْكَ الحياةُ؟

تَصالحْ مع أحزانِكَ وخيباتِكَ لِتُدرِكَ الهدفَ الذي شَغَلَكَ عنهُ صَخَبُ الحياةِ.

*****

الصَّمتُ قوَّةٌ جبّارةٌ. ومِثلَما قِيلَ: تحدث كي أراكَ، أقولُ: أَصمُتْ كي أراكَ.

فَجأةً، قد ينطفِئُ شيءٌ ما في داخِلِكَ بسببِ تَكرارِ أخطائِهِم، بعدَ أن تُطلِقَ آخرَ زَئيرٍ منَ الأسدِ الجَريحِ فيكَ، ولا تَجدُ مَن يحتوي غضبَكَ في تلكَ اللحظةِ، مُدرِكاً أنَّكَ كنتَ وحيداً دائماً في كَثرَتِهِم، فلا تَعودُ كما كنتَ، ولا يعنيكَ مَن يَبقى منهُم أو يرحَلْ.

في لحظةِ الانطفاءِ تلكَ، يمكنكَ أنْ تضيءَ في اتِّجاهاتٍ مُعاكَسةٍ لاتِّجاهاتِهِم. دَعهُم وراءَكَ، وامضِ بقيةَ حياتِكَ وحيداً معَ الكونِ، سعيداً بصَداقةِ الشجرِ، والماءِ، والوَردِ، والعصافيرِ، والنُّجومِ.

كُنْ سعيداً معَ ما يمنحُ عُزلتَكَ عنَ الأذى معنىً وحياةً.

 

 


مشاهدات 116
الكاتب أسماء محمد مصطفى
أضيف 2025/07/15 - 3:09 PM
آخر تحديث 2025/07/17 - 12:50 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 413 الشهر 10935 الكلي 11164547
الوقت الآن
الخميس 2025/7/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير