الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أم المحاربين ومصير الصغار

بواسطة azzaman

أم المحاربين ومصير الصغار

فرقان سرحان عثمان

 

       في مدينة البصرة، حيث يعاني الناس من قلة الخدمات وكثرة الأزمات، ظهرت قصة استثنائية لامرأة قررت أن تصنع الأمل لكل من فقده. الصيدلانية تالا أحمد الخليل، التي تُعد نموذجًا يُحتذى به المرأة العراقية، كرّست حياتها وجهدها في مساعدة الأطفال المرضى.في عام 2016، أسست تالا أكاديمية المحاربين الصغار داخل مستشفى الطفل في البصرة، والتي استقبلت الأطفال المصابين بالسرطان، والتوحد، ومتلازمة داون. ولم تكتفِ بذلك، بل قدمت لهم التعليم، والدعم النفسي، والتأهيل الاجتماعي، وكل هذا كان بمجهودات فردية وبمساعدة مجموعة من المتطوعين، دون أي مقابل مادي.

وتقديرًا لما قدمته، حصلت تالا على جائزة صانعة الأمل من أصل 58 مشاركًا في دولة الإمارات، وهو تكريم إنساني ، وكانت أول عراقية تفوز بهذا اللقب.

لكن بعد كل ما قدمته من حب وعطاء، واجهت تالا تحديات كبيرة، إذ أصدرت الحكومة العراقية قرارًا يُجبرها على دفع مبلغ سنوي قدره 60 مليون دينار عراقي كإيجار لمقر الأكاديمية، أو يتم إغلاقها في حال عدم الدفع او الاستجابة لهم. هذا القرارأثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن غضبهم واستيائهم، وأطلقوا هاشتاك لدعم تالا.ولا شك أن هذا القرار أثار موجة استنكار عراقية وعربية، إذ وقفت النائبة سروة عبد الواحد إلى جانب تالا، وطالبت الحكومة بالتراجع عن القرار،  ودعت نواب البصرة الى التدخل، لضمان استمرار الأكاديمية في دعم ورعاية هؤلاء الابطال. برأيي ما قامت بة تالا هو رمزاً للتضحية والعطاء وعلينا ان نفخر بما قدمتة ونكون اول الداعمين لها؛ إذ لو تم اغلاق الاكادمية ما مصير الابطال المحاربين؟ تساؤل يحتاج إلى إجابة واقعية في ظل الاضطراب الخدمي الذي يعانيه العراق.

 


مشاهدات 99
الكاتب فرقان سرحان عثمان
أضيف 2025/06/17 - 4:36 PM
آخر تحديث 2025/06/18 - 6:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 212 الشهر 11482 الكلي 11146136
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير