إيران وإسرائيل..ضربة الذروة ونهاية النفوذ
محمود السلطاني
كغيري من ملايين المتابعين حول العالم أراقب باهتمام تطورات المشهد المتصاعد بين إيران وإسرائيل ، والذي بلغ ذروته في الضربة الإيرانية الأخيرة .
لا شك أن إيران أطلقت أقصى ما في جعبتها من القدرات الصاروخية ؛ محاولة إثبات أنها ما زالت قوة يُحسب لها حساب ، لكن النتائج على الأرض تروي قصة مختلفة .
فعلى الرغم من حجم الضربة الإيرانية غير المسبوقة مقارنة بالمحاولات السابقة ، إلا أن أثرها بقي محدودا أمام الدقة والقوة التي تميزت بها الضربات الإسرائيلية ، وكما أثبتت الوقائع ، نجحت في تحقيق أهدافها واغتالت من أرادت ، ودمرت ما أرادت من دون أن تتكبد كلفة تُذكر .
لكن الأهم من ذلك هو السياق الأوسع لهذا التصعيد ؛ فإيران لطالما اعتمدت على حزام من الفصائل الموالية لها في عدد من الدول العربية ، تستخدمها كورقة ردع أو هجوم بالوكالة .
غير أن السنوات الأخيرة شهدت حملة أمريكية — إسرائيلية منظمة لتفكيك هذا الحزام ، من خلال العقوبات ، والاستهدافات النوعية ، وقطع التمويل .
ونتيجة ذلك إيران باتت معزولة ، ومجردة من أدواتها الإقليمية .
ومع تصاعد الغضب الداخلي في الشارع الإيراني ، والانهيار الاقتصادي المتسارع بفعل العقوبات ، أصبحت بيئة الداخل الإيراني هشة ومثقلة بالتحديات .
وهكذا فإن الضربة الأخيرة لا تمثل فقط ذروة القوة الإيرانية ، بل ربما إعلانا ضمنيا على بداية النهاية .
إيران اليوم ليست كما كانت ، وما كان مستحيلا بألامس ، بات اليوم مجرد مسألة وقت ...